كشفت وثيقة سرية حصلت »العلم « على نسخة إلكترونية منها » المسكوت عنه في المؤتمر ال 13 لجبهة البوليزاريو« الذي ينعقد في بلدة تيفاريتي بالمنطقة العازلة وتتماهى مع المعلومات الواردة صبيحة أمس الأحد من مخيمات تندوف و التي تؤكد حالة الغليان الاجتماعي التي تشهدها الساحة المقابلة لمقر القيادة العامة للجبهة الانفصالية حيث تجمهر مئات من الشباب الصحراوي ممن أطلقوا على أنفسهم شباب الثورة الصحراوية ، مواصلين اعتصامهم المفتوح أمام رئاسة الجمهورية الصحراوية في مخيم الرابوني، للاحتجاج ضد الظلم والفساد في مخيمات العار ، و سعيا منهم لدفع المؤتمر ال 13 للتعاطي مع مطالبهم الإصلاحية التي عبروا عنها في وقفاتهم السلمية أمام الكتابة العامة منذ زهاء الشهر . وتشير معلومات توصلت بها »العلم « إلى أن جبهة البوليزاريو، كانت تراهن على إفشال الاعتصام قبل انعقاد المؤتمر، غير أن إصرار الشباب على إيصال رسائلهم المشفرة إلى المؤتمر دفع عبد العزيز إلى صرف النظر عن هذه الحركة و إعطاء تعليمات بتطويقها بمليشيات أمنية مسلحة للحيلولة دون تحركها نحو مقر إنعقاد المؤتمر بتيفاريتي . و تدعو الوثيقة التي طبعت « بالسرية » و التي وجهها ما يسمى بقسم المديرية العامة لحماية المؤسسات الوطنية الملحقة بوزارة الدفاع بجبهة الانفصاليين ، إلى قادة النواحي العسكرية وقيادة الدرك الوطني في الولايات والدوائر وكذلك المؤسسات الحكومية الموجودة في مخيمات تندوف الى حث المشاركين في مؤتمر تفاريتي المسرحية على التجاوب مع توجهات رئاسة المؤتمر التي نصبها المراكشي ، وتتضمن توجيهات وتعليمات بضرورة استعمال كل الوسائل الممكنة والمتاحة من أجل التصويت لصالح محمد عبد العزيز والتضييق على كل من يعارض ذلك، وعلى أي منافس محتمل له، كما حذرت الوثيقة من المعارضة التي يتزعمها بعض شيوخ القبائل وتيارات أخرى في الجبهة تنتقد التوجه السياسي الذي يقوده الأمين العام الحالي للجبهة بعد تربعه على العرش الصحراوي منذ المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو، في انتظار ما ستفرزه نتائج المؤتمر، طالبة الوقوف في وجه كل من يريد أن يترشح مكانه في منصبي الكتابة العامة للجبهة ورئاسة الجمهورية الوهمية . وفي الوقت الذي تتغنى فيه قيادة الانفصاليين و رئاسة المؤتمر المخدوم بقرار التصويت بالاجماع على التقريرين الأدبي و المالي لقيادة الجبهة , تؤكد مصادر »العلم « أن مزاعم الاجماع المفبرك لا يمكن أن تخفي لحظات عصيبة بداخل المؤتمر الذي تجري أطوار نقاشاته في سرية مطلقة و يمنع تسلل أي عنصر أجنبي الى قاعة الجلسات , حين انبرى مسؤولون قياديون في الجبهة و في مقدمتهم البشير مصطفى السيد عضو الأمانة العامة للجبهة الذي اختار منذ أزيد من نصف سنة مقاطعة إجتماعات القيادة الانفصالية ليقرع مسامع رئاسة المؤتمر و أذناب المراكشي بانتقادات لاذعة عكست إختلاف وجهات النظر بين الصحراويين حول طرق النضال وتصوره و استنكرت في السياق استحواذ الأمين العام للجبهة على السلطة المطلقة داخل المخيمات .