مع اتساع دائرة المعارضين لقيادة البوليساريو والدعوة إلى مقاطعة ما يسمى بالمؤتمر 13 الذي ينوي الانفصاليون عقده بتيفاريتي بين 15 و 20 دجنبر ، وفي محاولة للهروب إلى الأمام ، نظمت هذه القيادة خرجات إعلامية تهدد فيها بالعودة إلى حمل السلاح وتفجير المنطقة. تهديدات مثل هذه ليست غريبة على قيادة البوليساريو كلما اقترب موعد عقد مؤتمرها ، حيث يعتبرها المراقبون مسكنات موجهة للاستهلاك الداخلي حتى تحول دون مناقشة توجهاتها العامة، وسيطرتها على مقاليد الأمور ومصائر الصحراويين المحتجزين ،غير أن هذه الوتيرة من التصريحات التي تهدد بالحرب على المغرب، مؤشر على درجة الإفلاس الذي وصلت إليه مجموعة عبد العزيز . وحسب مصادر صحراوية متعددة، فإن عبد العزيز ومجموعته قاموا في سرية تامة باستبعاد عدد من المؤتمرين الذين لا يسايرون نهجهم، وقاموا بإشراف من المخابرات الجزائرية، على إعداد لوائح المؤتمرين وأغلبهم من الزمرة المستفيدة من استمرار الوضع على ما هو عليه . ورغم ذلك ، يرى العديد من المراقبين أن رياح التغيير التي تهب على العالم العربي ستصل لا محالة إلى صفوف البوليساريو، حيث أصبحت الأصوات المعارضة لنهج قيادة الرابوني أقوى من أي وقت مضى. فبعد الموقف الذي عبرت عنه الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي، والتي تمثل جزءا هاما من الرأي العام الصحراوي داخل وخارج المخيمات، والذي اعتبر مؤتمر تيفاريتي غير شرعي، داعيا الصحراويين إلى مقاطعته وعقد مؤتمر موازي له، ندد «تكتل شباب قبيلة العروسيين» بالممارسات الديكتاتورية واللاديمقراطية للنخبة الحاكمة، في تجاهل تام لموجة التغيير التي تعرفها الشعوب العربية». وأعلن رفضه التام «لاستمرار وضعية الاستغلال والاسترزاق ببؤس الشعب الصحراوي من طرف الماسكين بزمام الأمور»، مؤكداً «ضرورة التفاف الصحراويين حول مشروع مجتمعي جديد يراعي تطلعاتهم في إطار نقد ذاتي صريح وواقعي لأوضاعنا المزرية، و وضع أسس نظام ديمقراطي حداثي». وكان محجوب السالك، القيادي في «خط الشهيد» قد اعتبر في تصريح سابق ل»الاتحاد الاشتراكي» أن المؤتمر 13 للجبهة مجرد مسرحية من ورائها »الحزب الوحيد« الذي أكل عليه الدهر وشرب ، مضيفا أن هذه المؤامرة جاءت من قيادة البوليزاريو للبقاء في ما أسماه ب»السلطة»، وإطالة عمر هذه القيادة التي فقدت شرعيتها. الجمعية الدولية لدعم الفنانين تندد بالقمع الذي يتعرض له الفنان الناجم علال ما فتئت قيادة البوليساريو تشدد من قمعها وترهيبها لأبناء شعبها. فمن فرض الحصار الأمني على الفنان الناجم علال الذي دخل في اعتصام سلمي أمام بعثة غوث اللاجئين بالرابوني، تفاجأ صبيحة هذا أمس بوحدة من الدرك تحاصر منزله وتجرده من وثائق سيارته كإجراء لشل حركته ومحاصرته داخل خيمته لإخفائه عن أنظار الوفود الأجنبية التي تتوافد هذه الأيام على مخيمات اللاجئين. للتذكير فقد تعرض المعارض الناجم علال للحجز والتوقيف مرتين خلال الأيام الثلاثة الماضية تفاوتت مدة الحجز من 4 إلى 10 ساعات. ونظرا مما يتعرض له الفنان الصحراوي المعارض من انتهاك سافر في حقه ، فإن الجمعية الدولية لدعم الفنانين تدين وتستنكر هذا العمل الجبان ، وتحمل كل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية مسؤولية حماية الفنان و أسرته كما تطالبها بالتدخل العاجل لدى الدولة الجزائرية لوقف مسلسل العنف الذي ترتكبه قوات البوليساريو يوميا في حق سكان المخيمات بتندوف ، مجددة تضامنها الكلي مع الفنان الناجم علال والشباب الذين يعتصمون معه. و السلام امضاء رئيس الجمعية : الركيبي البشير