بعد رحيل زعيم جبهة "البوليساريو"، محمد عبد العزيز، أعلن "خطري أدوه" رئيس "المجلس الوطني" للجبهة، وكبير مفاوضيها مع المغرب، في مفاوضات "مانهاست"، خلفا له، وذلك بموجب المادة 49 من القانون الأساسي، للجبهة الانفصالية. وأوردت الأمانة العامة للجبهة، في بلاغ إعلانها الرسمي، عن وفاة محمد عبد العزيز، أن الزعيم الجديد، سيتولى مهمة رئيس الجبهة، إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة الرئيس. ويعد خطري الدوه، الرجل الثاني في تنظيم الجبهة، وفي قيادة الرابوني، قبل جنرال الجبهة، محمد لمين ولد البوهالي، ترأس المفاوضين عن جبهة "البوليساريو"، خلال مفاوضات "مانهاست". وعاش خطري الدوه، في وسط صحراوي محض، من أب تتلمذ على يد الشيخ ماء العينين، ينتسب لقبيلة من قبائل زوايا موريتانيا المشهورة، "تنواجيو". والتحق بصفوف جبهة "البوليساريو"، في وقت مبكر من حياته، بنهاية 1975، مؤمنا بالنظريات الثورية والمباديء النضالية. وبدأ مشواره النضالي كصحفي بإذاعة الصحراء، أول منبر إعلامي للجبهة، وأضحى من كبار قيادات الرابوني، سنة 1988، متدرجا من كاتب عام لوزارة إلى وزير ثم رئيسا لبرلمان البوليساريو، فرئيسا للمفاوضين، مع المغرب. وكان في بداية الثمانينيات، من أكبر رموز الحركة التصحيحية للجبهة، رفقة عمار الحضرمي، ومنصور عمار، وعبد القادر الطالب عمار، قبل تغيير موقعهم بعد تعيينهم في مراكز حساسة داخل قيادة الرابوني. وبدت علاقة خطري، جيدة مع القيادة العسكرية الجزائرية، مباشرة بعد توليه رئاسة الوفد المفاوض عن الجبهة، مع المغرب في "مانهاست" الأمريكية، حيث إتهم المغرب حينها الجزائر، بدعم مفاوضي "البوليساريو".