لوّحت البوليساريو من جديد بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب ، حيث أكد ما يسمى بوزير الدفاع المدعو محمد لمين البوهالي بأن خيار الكفاح المسلح يظل بيد الجبهة و مضيفا بأن جيش البوليساريو في أتم الجاهزية لمواجهة أي طارئ . و تتزامن التهديدات العلنية لقيادة الانفصاليين مع انتهاء الجولة الثامنة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة و التي سجل خلالها كعادتهم الانفصاليون و الجزائر موقفا متصلبا حال دون تسجيل تقدم يذكر على مسار التسوية السياسية للنزاع الذي يدعمه كل من مجلس الأمن و العواصم الفاعلة بالمنتظم الدولي . على أن مراقبين يفسرون الخرجة الاعلامية الجديدة لما يسمى بوزير دفاع الكيان الوهمي بمحاولة من هذا الأخير فرض وجوده كعنصر أساسي لا بديل له بقيادة جبهة الانفصاليين التي ينتظر الجميع أن تعلن عن تاريخ مؤتمرها المقبل ، في الوقت الذي تتعالى صرخات و مطالب من داخل الجبهة و من خارجها لوضع حد لمسلسل الزعامة الخالدة لعبد العزيز المراكشي الذي تحول الى أقدم زعيم إفريقي ، و يبذل حاليا حواريوه و في مقدمتهم لمين البوهالي كل ما في وسعهم لاعادة انتخابه على رأس الجبهة ضمن مؤامرة يحيك خيوطها النافذون بالجبهة بايعاز من المخابرات العسكرية الجزائرية ، لقطع الطريق أمام الأصوات المنددة و المسترسلة التي تطالب برحيل عبد العزيز و حاشيته و تطالب بمحاكمتهم على جرائم الفساد و التقتيل التي اقترفوها في حق عشرات الآلاف المحاصرين في مخيمات تندوف . من جهة أخرى تترجم تهديدات القيادة الانفصالية وتلويحاتها المتكررة بحمل السلاح ورطة البوليساريو لاتساع دائرة المعارضة للقيادة الانفصالية الحالية و تواصل شرخ الانقسامات و الانشقاقات داخل البيت الداخلي للجبهة وبروز تيارات سياسية معارضة جديدة و آخرهم الشيخ محمد لامين خطري، احد شيوخ تحديد الهوية، لأحد أكبر القبائل الصحراوية ، الذي أعلن الجمعة الماضي تمرده ضد قيادة البوليساريو ، ووجه رسالة في الموضوع الى كل من عبد العزيز يعلن من خلالها انضمامه الى حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي المعارض لقيادة البوليساريو و يحمل هذه الأخيرة مسؤولية ما وصفه بالواقع المؤلم والمرفوض الذي تعيشه مخيمات اللاجئين بتيندوف والذي يتمثل بالخصوص في النقص الحاصل في المواد الغذائية وكذا الأدوية والتطبيب فضلا عن إتهامه عبد العزيز و حوارييه بالفساد و السرقة و الاغتناء غير المشروع على حساب القضية الصحراوية و تحولهم الى عائق أمام مسارالبحث عن حل للقضية وعاملا لتكريس وتوطيد معاناة اللاجئين الصحراوين بمخيمات العار . وكان الشيخ خطري قد وجه في المقابل رسالة الى بان كي مون يدعوه الى توسيع قاعدة المشاركة في المفاوضات بين البوليساريو والمغرب لتشمل كل شيوخ تحديد الهوية و هذا ما يعني بقوة الواقع أن جبهة البوليساريو لم تعد تحظى بشرعية تمثيل الصحراويين بما فيهم المحتجزون قسرا في مخيمات لحمادة في مسار المفاوضات الأممية.