لجأت البوليساريو مجددا إلى لغة التهديد بشن الحرب على المغرب ، وهذه المرة على لسان ما يسمى بوزير الدفاع في الجمهورية الوهمية ، محمد لمين البوهالي ، وذلك بعد أيام قليلة على إفشالها ، بتوجيه واضح من الجزائر ، للجولة الثامنة من المحادثات غير الرسمية التي احتضنتها مانهاست بضواحي نيويورك. وكالة أنباء الانفصاليين قالت إن البوهالي كان ليلة الاثنين « يلقي محاضرة أمام عدد من الطلبة الصحراويين ضمن دورة تكوينية، » وأنه قال بأن « جيش البوليساريو في أتم الجاهزية» وأنه « يمتلك تجربة غنية تؤهله لمواجهة أي طارئ في المنطقة»، وذلك بفعل « تأهيله تقنيا وعسكريا وزيادة ميزانيته والتحاق أعداد كبيرة من الشباب» به، حسب قوله. وأردف المدعو البوهالي قائلا إن «جيش البوليساريو في أتم الجاهزية لمواجهة أي طارئ، » وأن «الجبهة تتحكم في الأراضي المحررة» في إشارة إلى المنطقة المغربية العازلة التي انسحب منها الجيش المغربي سنة 1991 عن طواعية بتنسيق مع الأممالمتحدة لإنشاء منطقة عازلة لتعزيز وقف إطلاق النار. ويعتبر عدد من المراقبين أن تهديدات البوليساريو المتواصلة ضد المغرب ليست سوى فرقعة إعلامية للاستهلاك الداخلي بعد أن تعالت أصوات المناهضين في تندوف لقيادة البوليساريو بسبب سياستها التسويفية التي تعمل على إطالة أمد النزاع، وتأبيد معاناة المحتجزين في المخيمات ، وانبطاحها المتواصل للجزائر التي تحرك خيوط اللعبة حسب مصالحها الخاصة. بالإضافة إلى ذلك ، تحاول البوليساريو ، بتوجيه من الجزائر، الضغط على المنتظم الدولي عن طريق التهديد بضرب استقرار المنطقة ، الذي يطالب بالحل السياسي التوافقي تحت رعاية الأممالمتحدة. وكانت تصريحات مماثلة قد صدرت عن قياديين في البوليساريو بالتزامن عشية انعقاد الجولة لثامنة من المحادثات غير الرسمية ، وهو ما اعتبر نية مسبقة لإفشال هذه المحادثات.