هدد عبد القادر طالب عمر، الوزير الأول لما يسمى بالجمهورية الصحراوية، بشن الحرب على المغرب، متهما الأممالمتحدة بكونها «لم تنجح في إقامة استفتاء شعبي لإقرار حق تقرير المصير» حسب زعمه. وفي هذا الإطار أعلن طالب عمر في تصريح لوكالة إيفي للأنباء أن «الحرب أصبحت وشيكة للغاية ولا يوجد أمام جبهة البوليساريو غير حمل السلاح في حالة فشل الجولة الخامسة من المباحثات التي ترعاها الأممالمتحدة ». وأضاف أنه «لقد مضى الآن ما يقرب من عام ونصف ونحن نفضل الحل السلمي إذا كان هناك تقدم في المحادثات، ولكن في حال عدم التوصل للحل النهائي، فإنه لن يكون أمامنا سبيل آخر سوى حمل السلاح» وتأتي هذه التصريحات بعد أسبوعين من صدور قرار مجلس الأمن 1871 الذي جدد دعوته للأطراف إلى مواصلة المفاوضات حول الصحراء «دون شروط مسبقة وبحسن نية»، والتحلي «بالواقعية وبروح التسوية» من أجل إحراز تقدم في هذه المحادثات ، «مع أخذ الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة في الحسبان»، في إشارة إلى مشروع الحكم الذاتي ، مرحبا ب«اتفاق الطرفين مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس على إجراء محادثات مصغرة وغير رسمية»، تمهيدا لعقد جولة خامسة من المفاوضات. القرار الجديد لمجلس الأمن، لم يرق للطرف الآخر، حيث أنه جدد تأكيده على نفس المواقف السابقة وعلى رأسها القرار 1813 ، الصادر في 30 أبريل 2008 ، والذي كان صريحا عندما أكد أن أطروحة الانفصال لا مستقبل لها، مشددا على ضرورة التحلي بالواقعية في إطار التوافق كسبيل وحيد لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل. وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها البوليساريو بالحرب على المغرب، كلما اقترب موعد إجراء جولة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة منذ سنتين، في محاولة للهروب إلى الأمام وعدم الإلتزام بدعوات مجلس الأمن والمنتظم الدولي للتوصل إلى حل سياسي واقعي ومتوافق بشأنه، فقد سبق لنفس الشخص، طالب عمر، أن أعلن في يونيو 2008، أن البوليساريو يستعد لخيار الحرب مع المغرب، وذلك بعد أن أكد تقرير المبعوث الشخصي السابق إلى الصحراء فان فالسوم، أن «استقلال الصحراء» خيار غير واقعي. وفي الشهر الماضي، عندما كان مجلس الأمن يستعد للإجتماع لمناقشة تقرير الأمين العام، قام حوالي 1400 شخص مؤطرين من طرف عناصر البوليساريو باختراق المنطقة العازلة، شرق خط الدفاع، على متن 90 سيارة من نوع جيب و10 شاحنات، وسيارات أخرى ودراجات، مما يعتبر تصعيدا خطيرا وخرقا لاتفاقية الهدنة الموقعة تحت إشراف الاممالمتحدة منذ 1991 . وتؤكد هذه المواقف، النوايا الحقيقية للبوليساريو وبدعم صريح وملموس من الجزائر لإطالة أمد هذا النزاع، الذي تستفيد منه طغمة متحكمة تتاجر بمآسي الصحراويين، وتهدد بسلوكاتها أمن واستقرار المنطقة برمتها، مما أصبح يتطلب موقفا حازما من طرف المجتمع الدولي حتى لا تعود المنطقة إلى أجواء التوتر من جديد.