كشف محمد عبد العزيز، أمين عام جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب، بعض التفاصيل عن حادث اختطاف الرهائن الأجانب من مخيمات تندوف في شهر اكتوبر الماضي. وقال عبد العزيز في حديث أجراه معه أمس، في منطقة "الرابوني" مراسل جريدة "أ ب ث" السابق في المغرب، لويس ديفيغا، إن عنصرا واحدا من داخل المخيمات، تعاون مع الخاطفين وقدم لهم بعض المعلومات والتسهيلات الللوجيستية، لا أقل ولا أكثر، مؤكدا أنه تم فيما بعد اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لضمان أمن المتعاونين الأجانب. وعاد عبد العزيز لتأكيد ما سبق ان روجته وسائل اعلام جبهة البوليساريو، من كون المغرب يقف وراء عملية اختطاف الرهائن الأجانب من قلب مخيمات تندوف، وهو الاتهام الذي لم تؤكده جهات مستقلة، ما يدخله تحت طائلة المزايدات الإعلامية التي تستهدف الإساءة إلى سمعة المغرب. وعبر عبد العزيز عن الآسف لكون رؤساء حكومات إسبانيا السابقين والحالي لم يزروا مخيمات تندوف، للوقوف على أحوال السكان على اعتبار أن إسبانيا هي القوة الاستعمارية السابقة والتي يعتقد زعيم البوليساريو ان عليها واجبا تجاه الصحراويين. ويبدو من خلال تصريحات عبد العزيز، أنه يطمح في تعاون أمني وسياسي مع إسبانيا، لكسب الشرعية الدبلوماسية من جهة ولتأمين الحماية الكافية للمتعاونين الإسبان الذين عاد بعضهم إلى المخيمات متجاهلين تحذيرات وزارة الخارجية والاستخبارات الإسبانية بوجود خطر قائم، بينما يعتقد عبد العزيز أن المخيمات آمنة. ولاحظ مراسل الجريدة الإسبانية التي انتقل موفدها إلى تندوف، أن المقر المركز الذي اختطف منه الرهائن في اكتوبر أحيط بتحصينات منيعة ضمنها أكياس الرمل، وكأنه موقع حربي متقدم في جبهة القتال. وفي نفس السياق، قال محمد لمين البوهالي، من يوصف بكونه وزير دفاع الجمهورية الصحراوية إن المقاتلين الصحراويين يدفعون في اتجاه استئناف العمليات العسكرية ضد المغرب في حالة الفشل النهائي للحل السلمي، مبرزا أن العودة إلى الحرب لا تتطلب إلا دقائق، توضع بعدها الأممالمتحدة أمام مسؤولياتها حيال الصحراويين، ممعنا في القول إن السلاح هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة التي تجعل المغرب يمتثل لمتطلبات الشرعية الدولية دون أن يحددها بالضبط مسؤول دفاع البوليساريو. واضاف بوهالي إن جبهة البوليساريو، لا ينقصها لا السلاح ولا الجنود وهي مستعدة للحرب في أية لحظة إذا أمرتها القيادة السياسية بذلك، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تمتلك القرار النهائي، في جو من الديمقراطية الداخلية وانضباط الأقلية لرأي الاغلبية داخل صفوف الجبهة، مذكرا في هذا الصدد بخلافات في الرأي كانت قد ظهرت قبل وقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة الانفصالية عام 1991 بخصوص استمرار العمليات المسلحة والقتال ضد المغرب. وبنوع من الزهو بالقوة العسكرية، وفي إشارة إلى الوضع في مالي، أيد وزير دفاع البوليساريو، فكرة التدخل العسكري في مالي لمطاردة العناصر التي وصفها بالإرهابية، معربا عن استعداد "جمهوريته" للمشاركة بعناصر مقاتلة في تنفيذ ما يقرره الاتحاد الإفريقي بخصوص الأزمة المالية، مجددا الاستعداد بالقيام لما تمليه الظروف. وتتزامن تصريحات عبد العزيز والبوهالي مع الجمود التام الذي يعرفه ملف نزاع الصحراء وتوقف المفاوضات بين الطرفين التي كان يشرف عليها مبعوث الأمين العام إلى الصحراء "كريستوفر روس" الذي تحفظ المغرب على مهمته واتهمه بالانحياز، دون أن يتم تعيين خلف له في ظل انشغال الأممالمتحدة بالأوضاع المحتقنة في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون في التصريحات السابقة محاولة من قيادة البوليساريو، زرع الأمل وبعث الروح المتدنية في المخيمات التي مل ساكنوها من شظف العيش وانسداد الأفق سنة بعد أخرى، خاصة وأن قيادة ألبوليساريو، باتت تعول على كمشة أجانب معدودين، يدعون أنهم يقومون بالمساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف، بينما يعلم الله دورهم الحقيقي هناك؟ *تعليق الصورة: محمد عبد العزيز