كشفت زيارة وفد حربي جزائري لمخميات الاحتجاز بتندوف عن صراعات عميقة بين إبراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو، ووزير داخليته محمد لمين ولد البوهالي، وهي الصراعات التي تفجرت منذ وفاة محمد عبد العزيز، الذي كان يعتبر العدو اللدود لغالي، باعتبار هذا الأخير كان أول رئيس للجبهة عندما كان يتزعمها مصطفى الوالي السيد قبل ان يزيحه عن القيادة في مؤتمر 1976. وذكرت مصادر مطلعة أن إبراهيم غالي رفض استقبال وفد حربي جزائري، جاء للمخيمات قصد دعم جبهة المرتزقة في قضية الكركرات، كما لم يتم استقبالها من قبل وزير حرب المرتزقة، وأعطى زعيم الانفصاليين الأوامر الصارمة لوكالة أنباء البوليساريو ووسائل الإعلام التابعة له بعدم تغطية زيارة الوفد المذكور.
وعلى عكس رئيس الجبهة ووزير حربه فإن ولد البوهالي استقبل الوفد المذكور وخصص له استقبالا فيما يُعرف بمخيم السمارة، وضم الوفد جنيرالا وعدد من المسؤولين العسكريين، مما يجعل من وزارة الدفاع الجزائرية وزارة حرب، فهي تسعى لحرب مع المغرب وليس الدفاع عن حدودها، التي لا يهددها سوى الإرهابيون من ليبيا ومالي والجنوب الجزائري وحتى من مخيمات تندوف.
وحسب مصادر موثوقة فإن القيادة العسكرية الجزائرية بعثت جنيرالا سابقا للقيام بدور الوساطة بين إبراهيم غالي ومحمد لمين ولد البوهالي، وهو ما اعتبره زعيم الجبهة دعما لوزير داخليته مما دفعه لرفض استقبال الوفد المذكور.