كشفت تصريحات رسمية مثيرة، لأول مرة، يدلي بها كبير جنرالات جبهة "البوليساريو"، ووزير دفاعها، السابق، محمد لمين ولد البوهالي، أول أمس الثلاثاء، عن واقع الصراع داخل تنظيم الجبهة. التصريحات التي جاءت في محاضرة، من تنظيم إحدى المؤسسات الإعلامية، المقربة من الجبهة، في المخيمات، خرج فيها ولد البوهالي، بتصريحات لم تكن مرتقبة لدى صحراويي البوليساريو، حيث وجه فيها لأول مرة انتقادات لاذعة لقيادة الجبهة التاريخية، التي ينتمي لها. وقال بذلك، ولد البوهالي :"إن القيادة السياسية، لم تستشر القادة العسكريين، في الميدان عام 1991، في موضوع وقف اطلاق النار مع المغرب". وعاد في التصريحات ذاتها، إلى تحميل مسؤولية الوضع في المخيمات، إلى من قال إنهم :"ذهبوا بهم الى الاوهام..". وبلغة، من المرتقب أن تحدث رجة داخل التنظيم، تساءل كبير المسؤولين العسكريين في الجبهة :"ماذا سيقدم لنا هؤلاء الذين أتوا بنا الى سلام الإستسلام والخنوع؟..". تصريحات ولد البوهالي، التي يريد من خلالها الضغط على قيادة الجبهة الحالية، للدخول في حرب مسلحة ميدانية مع المغرب، تكشف من جانب آخر، الصراع التنظيمي، الذي بات حتى داخل قيادات الصف الأول التاريخية للجبهة. وبذلك، يولح ولد البوهالي، بتصريحاته من كون القيادة السياسية للجبهة، لم تستشرهم في وقف إطلاق النار مع المغرب، عام 1991، إلى "وجود طرف دفع القيادة السياسية، التي كان يقودها الراحل، محمد عبد العزيز، إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب، صيف 1991″، إشارة واضحة إلى الجزائر، الداعم التقليدي للجبهة. خلفيات التصريح وحسب معطيات متوفرة ل"اليوم24″، جاء كشف ولد البوهالي، عن موقفه لأول مرة، للرأي العام المحلي بالمخيمات، عبر المحاضرة، بعد أن عاندته قيادات سياسية، في آخر اجتماع للأمانة العامة للجبهة، متم غشت الماضي، خُصص لتدارس الوضع في منطقة "الكركارات"، جنوب البلاد. وحسب معطيات مستقاة، طالب ولد البوهالي، من القيادة السياسية، للجبهة، ب"الاعتراف بخطأ"، قال إنه "تاريخي" للجبهة. وأوضح ولد البوهالي، في مداخلة له بالاجتماع، ان الخطأ تمثّل في "قبول الجبهة توقيع اتفاق وقف اطلاق النار مع المغرب، كما طلبت الأممالمتحدة". وهو ما عاندته فيه قيادات سياسية في التنظيم، بما فيهم رئيس الجبهة الحالي، إبراهيم غالي. وإزاء ذلك، وجد ولد البوهالي، فرصة سانحة، ليكشف فيها، للصحراويين، خلال المحاضرة، خطابا جديدا، لا يكشف سوى حقيقة "التصدع" الداخلي للجبهة.