حطّت اليوم الأربعاء بمطار مليلية المحتلة، طائرة عسكرية تقل وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، في أول زيارة رسمية لحامل حقيبة وزارة الدفاع الإسبانية إلى الثغر المحتل بعد 25 سنة، بعد حوالي شهرين على الزيارة التي خصّصتها، في نونبر الماضي، لسبتةالمحتلة. ووجدت روبليس في استقبالها مندوبة حكومة بيدرو سانشيز بمليلية المحتلة، صابرينا محمد، والقائد العام للمدينة، لويس سايز روسانديو، والرئيس الثاني للقيادة العامة، فيليكس أباد ألونسو، ومندوب وزارة الدفاع بالثغر المحتل، خيسوس داميان غونزاليس دي كيفيدو، والقائد الجوي العسكري فرناندو غونزاليس كوندي، من بين مجموعة من المسؤولين العسكريين الآخرين الذين سيرافقونها خلال زيارتها التفقدية لقاعدة ألفونسو الثالث عشر. وتأتي هذه الزيارات في سياق مساع حثيثة لمسؤولي الثغرين المحتلين للتأكيد على "إسبانيتهما" المزعومة، في مقابل تأكيد المغرب على انتمائهما للتراب الوطني في أكثر من مناسبة، كان آخرها رسالته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي أكد فيها أنه ليست لديه "حدود برية" مع إسبانيا، معرفا سبتة ومليلية بأنهما "ثغران محتلان"، وذلك ردا على طلب المجلس توضيح ما وصفه ب"العنف المفرط ضد المهاجرين في سياج مليلية". وخلال زيارتها إلى سبتة، خصّ مسؤولو الثغر المحتل، من بينهم رئيسه، خوان فيفاس، وزيرة الدفاع باستقبال رسمي بموكب عسكري شارك فيه مئات العسكريين، كما تم تكريمها وتوشيحها بوسام ومنحها هدايا لشكرها على الاستجابة لدعوة فيفاس لزيارة المدينة، حيث وجّهت كلمة إلى رئيس المدينة (فيفاس) تؤكد إصراره على هذه الزيارة قائلة: "سيدي الرئيس، لقد استقبلتك في مكتبي، وعدتك بأنني سآتي إلى سبتة، وصدقني اليوم نشعر بالفعل أننا أكثر من شعب سبتة". وبالعودة إلى تصريحاتها السابقة، تتبيّن دوافع إصرار مسؤولي ثغري سبتة ومليلية المحتلين على هاتين الزيارتين، إذ تُعدّ الوزيرة الإسبانية من أشد المدافعين عن "إسبانية سبتة ومليلية"، بحيث لم تفوّت الفرصة في دجنبر 2020 خلال مقابلة مع وكالة "أوروبا بريس" للرّد على سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية السابق، بعد حديثه في حوار صحافي عن أن "قضية سبتة ومليلية سيأتي زمانها"، مبدية رفضها أي نقاش حول "إسبانية المدينتين". وزيارة روبلز إلى مليلية بعد سبتة، ليست الإشارة الوحيدة، خلال العام الماضي وبداية العام الجديد، على مخاوف مسؤولي المدينتين المحتلتين ومسؤولي مدريد من مطالبة المغرب باسترجاعهما، إذ عمد رئيس مليلية، إدواردو دي كاسترو، منتصف دجنبر الماضي، إلى رفع العلم الإسباني-لأول مرة-بمنطقة "ساوث دوك" على الحدود مع إقليمالناظور، واصفا ذلك ب"التاريخي" لأن "إسبانية سبتة ومليلية غير قابلة للتفاوض"، وفق تعبيره.