تحل وزير الدفاع الإسبانية ، مارغريتا روبلز، اليوم الأربعاء 4 يناير الجاري، في أول زيارة لها في مدينة مليلة المحتلة حيث ستزور وحدات الجيش في قاعدة "ألفونسو الثالث عشر" بحسب ما ذكرة وسائل إعلام إسبانية. وقالت صحيفة "elfarodemelilla"، أن الغرض من هذه الزيارة، هو "معرفة أوضاع وحدات الجيش في الموقع، حسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر رسمية من وفد الحكومة.
وأضافت الصحيفة، أن الوزيرة " كانت واحدة من أكبر المدافعين عن زميلتها غراندي مارلاسكا، وزيرة الداخلية، في كل الجدل الذي نشأ نتيجة نشر فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية حول القفز فوق السياج الحديدي".
وأيدت وزيرة الدفاع الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائ ، بعد تغيير موقف إسبانيا فيما يتعلق بالصحراء المغربية، مؤكدة أن "إسبانيا ستقيم دائمًا علاقات جيدة جدًا مع المغرب، كما هي الحال مع الجزائر لأن التزام إسبانيا هو أن تكون دولة رائدة وقادرة على الدفاع عن التعايش والتسامح".
وكانت روبلز، قد حلت خلال شهر نونبر الماضي بمدينة سبتةالمحتلة، وهي أول زيارة لمسؤول دفاع إسباني لسبتةالمحتلة، منذ أكثر من 25 سنة، حيث قامت بزيارة الثكنات العسكرية في المدينة، وكان في استقبالها خوان خيسوس فيفاس مندوب حكومة سبتة.
ووصفت وسائل إعلام إسبانية، زيارة الوزيرة للمدينة بأنها "عاطفية، ومباشرة، ومدركة لطبيعة وجود الجيش الإسباني في سبتةالمحتلة، هكذا أظهرت وزيرة الدفاع نفسها خلال زيارتها للثغر المحتل، حيث قامت بزيارة ثكنات غونزاليس تابلاس".
وخصصت حكومة مدريد، لمدينتي سبتة ومليلة المحتلتين خطة استثمارية بقيمة 700 مليون أورو، لتعزيز كلتا المدينتين في مختلف القطاعات، وكما أوضحت وزيرة السياسة الإقليمية والمتحدثة باسم الحكومة، في وقت سابق، إيزابيل رودريغيز، أن الخطة الاستثمارية، ستتوجه نحو برامج تهم مجالات التشغيل والتعليم والصحة وتعزيز البنية التحتية.
تأتي هذهِ الخطة في سياق، تجاوز الأزمة الخانقة التي وُضعت فيها المدينة، بعد أن قام المغرب بالتوقف نهائيا عن النموذج الاقتصادي السائدِ الذي كانَ بالمدينة، والقطع نهائيا مع تجارة التهريب وغلق معبر ترخال، هذا الوضع فرض حصارًا اقتصاديًا على المدينة كليًا، لاسيما عندما كرس المغرب وضعية ميناء طنجة المتوسطي وطور من أنشطته التجارية.
وأكدت الصحف الإسبانية، إشادة روبلز بسبتةالمحتلة ووصفتها بأنها "مدينة تمثل التعايش والحوار"، وثمنت "هذا الاتحاد الدائم بين سبتةالمحتلة ورجال ونساء الحماية العسكرية الإسبانية" الذين يعملون "بإرادتهم لخدمة إسبانيا ومجتمعها".
وكانت العديد من الأسر الإسبانية، بعدما دفعتهم الأزمة الخانقة التي تمر منها المدينة، إلى العودة إلى إسبانيا، وتمثل هذه الزيارة قياسًا إلى الجانب الإسباني رسالة تطمين إلى سكان المنطقة المحتلة، في أن دور الخطة الاستثمارية هو إرجاع المنطقة إلى دورها السابق، بوصفها منطقة عبور حيوي.
ورغمَ تطور العلاقات بينَ المغرب وإسبانيا، فإن سبتة ومليلية المحتلتين، تظلان حجر عثرة في علاقتهما، خصوصًا عندَ تمسك الطرفين بحساسية الملف، وبمركزية التاريخ وعمقه.