أوضح الدكتور مصطفى أعشي باحث في الثرات الوطني أن المواقع الأثرية بالدار البيضاء تعتبر بقاياها البشرية والحجرية من أقدم ما وجد في المغرب باستثناء البقايا التي عثر عليها بمنطقة تيداس بالخميسات العائدة الى سنة 700سنة قبل الميلاد. وأضاف الدكتور أعشي أن التنقيبات ظلت مسترسلة منذ ما يزيد على نصف القرن، مشيرا الى أن الاتفاق على تكوين بعثة علمية مغربية فرنسية تهتم في التنقيبات الأثرية بالمنطقة جاء كاستمرارية لما نهجه الباحث الفرنسي "بيبرسون" وغيره في مجال البحث والتنقيب، بالإضافة إلى أهمية المواقع التاريخية التي تستدعي الصيانة. وقال الباحث في الثرات الوطني أنه تم مؤخرا اكتشاف بقايا إنسان تعود الى أكثر من 500 ألف سنة، وكذا أدوات حجرية ترجع للحضارة الأشورية خاصة في منطقتي ّطوما واحدّ وأهل الغلام وسيدي عبد الرحمان، مؤكدا أن المشكل المطروح أمام رجال الآثار يكمن في كيفية حماية وصيانة هاته المواقع ،مضيفا أنه لن يتاتى ذلك الا بحمايتها قانونيا وتسجيلها كمواقع تاريخية خاصة وأنها معرضة للتلف نتيجة الاهمال وجعلها مطارح للأزبال. وثمن المصدر ذاته الأبحاث الأثرية التي قامت بها مؤخرا البعثة العلمية موضحا أن تلك الأعمال ستفضي حتما الى نتائج ايجابية تبرز اسهام المغاربة القدامى في الحضارة الإنسانية وتبين أن هذه المنطقة ظلت مأهولة منذ عصور ماقبل التاريخ دون اهمال التفكير بجدية في صيانة الموروث الأثري الوطني بصورة عامة والبيضاوي بصورة خاصة وبالتالي دعم التنمية السياحية بالعاصمة الاقتصادية. وفي موضوع ذي صلة، تقوم بعثة مغربية فرنسية حاليا بحفريات في عدة مواقع أثرية بالدار البيضاء تصنف ضمن المواقع التي تعود الى عهود ماقبل التاريخ وذلك من أجل تاكيد بعض التواريخ والمعلومات المتعلقة بحفريات سابقة،اضافة الى مواصلة العمل بهدف اكتشاف مواقع جديدة وكذا تعميق الدراسة بخصوص ماتم اكتشافه سابقا. وتجدر الاشارة الى أن هاته البعثة ستواصل ابحاثها الى غاية 12 من الجاري بمبادرة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وبشراكة مع البعثة الأثرية الفرنسية في اطار برنامج الابحاث الأثرية للدار البيضاء. ""