بعد توصل فريق باحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث إلى اكتشافات أثرية تمثلت في العثور على بقايا هياكل عظمية بشرية كاملة وأدوات أثرية عظمية ونحاسية فريدة خلال عملية التنقيب، التي تمت بإفري (مغارة) ن عمرو أوموسى الواقعة بهضاب جماعة أيت سيبرن بضواحي مدينة الخميسات. ويتعلق الأمر ببقايا عظام بشرية لطفلين ورجل بالغ دفنوا جميعا، وفق طريقة طقوسية، حيث بلغ عدد الاكتشافات الأثرية الخاصة بالبقايا العظمية البشرية إلى ستة تخص راشدين وأربعة أطفال. بعد هذه الاكتشافات الجديدة، تأكد الباحثون، ولأول مرة، من أن موقع إيفري ن عمرو أوموسى شكل مقبرة، حيث قال الباحث مصطفى أوعشي في اتصال هاتفي بالجريدة أمس إن فريق البحث تأكد، لأول مرة، من المغارة شكلت مقبرة قبل خمسة آلاف سنة. إذ قام الفريق، في الآونة الأخيرة، باستخراج ثلاثة هياكل عظمية بشرية، اثنان منها لطفلين لم يبلغا سن الرشد، والثالث لإنسان بالغ. إلا أن وضعية هذه الهياكل وطريقة دفنها تبينان، كما قال الباحث، إن المجموعة البشرية، التي سكنت المنطقة، مارست طقوسا معينة خاصة بالدفن، حيث تتمثل في طريقة الدفن المعروفة بالجنينية المصحوبة بوضع أثاث جنائزي، كالرحى المائلة، بهدف تغطية القفص الصدري أو جمجمة الميت. بالإضافة إلى هذا، أوضح أوعشي أن الفريق سيستعين بقالب سيليكوني بغية الحفاظ على شكل الهياكل العظمية خلال عملية الاستخراج، التي ستتواصل إلى غاية 20 ماي المقبل. كما أشار إلى أن الفريق سيستعين بخدمات مختبر الدرك الملكي لأول مرة في هذه العملية. من جهة أخرى، أكد الباحث أن الفريق عثر على مواد معدنية مواد خامة تتكون من النحاس، بالإضافة إلى أفران خاصة بالتعدين. لكنه أشار إلى أن الفريق لم يتأكد بعد من كون الإنسان استعمل تلك الأفران بغية صناعة مواد معدنية، موضحا أن التأكد من صحة هذه الفرضية يحتاج إلى دراسات مختبرية معمقة ودقيقة. غير أنه قال إن الإنسان عاش خلال تلك الحقبة مرحلة انتقالية من الاعتماد على الوسائل والأدوات الحجرية إلى استعمال المواد المعدنية، وهي الفترة التي يطلق عليها الباحثون «فترة الحجر المعدني». تجدر الإشارة إلى أن فريق البحث العامل في موقع إيفري ن عمرو أوموسى، الذي يديره الأستاذ يوسف بوكبوط، يتكون من الأساتذة عبد الواحد بن نصر وفتحي عماني ومصطفى أعشي. وقد سبق للفريق ذاته أن حقق اكتشافات أثرية خلال عملتين للتنقيب خلال سنة 2006 و2007 أسفرت عن العثور على بقايا هياكل عظمية بشرية وبقايا حيوانية وأدوات خزفية ومعدنية.