بهدف تعزيز "روح التعاون الثقافي والعلمي" بين الطرفين، التي تحرّكها الرغبة المشتركة في رؤية تطوير التعاون في مجال تعزيز التراث الثقافي والتدريب والبحث والحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه، احتضن متحف محمد السادس للفن المعاصر بالرباط فعاليات اتفاقية تعاون وشراكة جمعت، مساء اليوم الأربعاء، بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمؤسسة الوطنية للمتاحف. وتمتد الاتفاقية، التي تحمل توقيع محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ومهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، منذ تاريخ توقيعها، على فترة خمس سنوات قابلة للتجديد بشروط نصّت عليها المادة الثامنة منها. في حين سيتم "تعيين لجنة مختارة من قبل الطرفين بهدف تتبع وتقييم مرحلي للإنجازات عند منتصف المدة (بعد عامين)، مع اقتراح التعديلات". وتنص الاتفاقية، التي حضر توقيعها مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث على اتفاق الجانبين والتزامهما المشترك ب"تشجيع تطوير وتنفيذ الأنشطة الثقافية والعلمية المتعلقة بالإجراءات التي تخص تعزيز أعمال التدريب والبحث وتثمين التراث المُتحفي والترويج له"؛ فضلا عن القيام بأعمال ثقافية وعلمية مشتركة، تشمل، حسب ما اطلعت عليه هسبريس، "عرضا تكوينياً مع دبلوم يركز على علم المتاحف، والتدريب المستمر المعتمَد بشهادات، مع دراسة الآثار المتحفية وتحليلات مخبرية في هذا الصدد". وتشتمل الاتفاقية، التي تتوفر هسبريس على نسختها، وفق مادتها الأولى، أيضا، على "تعميم وتبسيط نتائج البحث العلمي على جمهور واسع، مع نشر نتائج هذه الأبحاث"، وكذا "حماية وترميم وتثمين الآثار التراثية المكتشَفة، مع تبادل الوثائق والمعلومات العلمية والنشر في هذا المجال"؛ إضافة إلى "التنظيم المشترك للفعاليات الثقافية والعلمية، من مؤتمرات، وندوات، ورحلات دراسية ومعارض". من جهتها، تلتزم وزارة الشباب والثقافة والاتصال، في حدود إمكانياتها، ومن بين التزامات أخرى، ب"إعداد تكوينات في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث تتوَّج بتسليم دبلوم أو شهادة بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، واستقبال أطر مؤسسة المتاحف في إطار برامج التدريب والتكوين المستمر برحاب المعهد الوطني للآثار وعلوم التراث (INSAP) ومديرية التراث الثقافي". وبالمناسبة، وصف محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، توقيع الاتفاقية مع مؤسسة المتاحف ب"المهم جدا"، موضحا، في تصريح لوسائل الإعلام، أنها "ستتيح تكوين مجموعة من الشباب الذين يدرسون بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، كما ستسمح لهؤلاء الطلبة خريجي INSAP بالحصول على فرص عمل بمختلف المتاحف في جهات المملكة". وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن "مؤسسة المتاحف الوطنية تساهم عبر هذه الاتفاقية في تقوية الصناعة الثقافية"، مؤكدا أن هناك "دوراً قويا للمتاحف في تثمين الصناعة الثقافية التي تتضمن أيضا شق تشغيل الشباب وإتاحة فرص تكوين وتدريب له في هذا المجال". من جهته، لم يُخف مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، سعادته بتوقيع اتفاقية التعاون مع وزارة الثقافة، لافتا إلى آفاقها التي تسمح ب"إقامة جسور حقيقية للتعاون بين الفاعلين في مجال الموروثات التراثية للمغاربة وآثار تاريخية بالمملكة". "إنها اتفاقية هامة ستنقُل آثارا ومكتشفات تراثية يتوفر عليها معهد علوم الآثار والتراث إلى مختلف متاحف المملكة من أجل تعرف الجمهور عليها واكتشاف غِناها"، يسجل قطبي في تصريحه، واصفا المبادرة بأنها "خطوة استثنائية وشراكة مثمرة تَعِدُ بتبادل وعمل مشترك في مجال تكوين طلبة المعهد لاكتشاف طرق عمل المؤسسة الوطنية للمتاحف، ولاسيما متحف محمد السادس، فيما سيتمكن أطر المؤسسة وباحثوها من الاستفادة من تكوينات معهد الآثار والتراث". من جانبه، أورد عبد الجليل بوزوݣار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن "الاتفاقية الموقّعة تتضمن بنوداً ستعود بالنفع على طرفيْها"، مؤكدا ضمن تصريحه أنها "تُمأسِس لتعاون ثنائي، لاسيما في مجال تكوين الأطر والخريجين بخصوص التراث المتحفي والتراث الثقافي عموما، بشقيْه المادي واللّامادي". يشار إلى أن بند التمويل في اتفاقية التعاون ينص على "سعي الطرفين من جانب واحد و/ أو بشكل مشترك مع المنظمات الوطنية أو الدولية، قصد جمع المساهمات اللازمة لتمويل الإجراءات التي تشملها الاتفاقية في إطار طلبات عروض الوطنية والدولية أو من خلال التعاقد مع شركاء دوليين أو وطنيين".