دعا خبراء في مجال الصحة الى ضرورة العمل بجد وتعاون بين الجميع لجعل الحد من الأضرار محور استراتيجيات حقيقية مبنية على دراسات ومعرفة لتمكن من حصد النتائج، سواء تعلق الأمر بالأضرار الصحية أو البيئية أو غيرها. وأجمع المتدخلون، خلال ثلاث ورشات احتضنها أحد الفنادق بدبي بالإمارات العربية المتحدة في إطار ندوة دولية حول "تقليل الضرر.. حان الوقت لي نلتقي في الوسط" منظمة من طرف cnbc عربية بتعاون مع فيليب موريس وTRISTAR، على أن الحد من المخاطر مسؤولية اجتماعية وجماعية، معتبرين أن التدخين من بين أكبر المخاطر التي تهدد البشرية. زأكد متدخلون أن دولا كثيرة استطاعت التقليل من عدد المدخنين عبر الدفع الى استبدال السجائر بالحلول البديلة المتوفرة، مستدلين باليابان التي تمكنت من تقليص عدد المتعاطين للسجائر إلى النصف خلال خمس سنوات من التوعية والتحسيس بضرورة الإقلاع عن التدخين. وشدد المتحدثون على أن البدائل المتوفرة بدورها بها أضرار؛ لكنها تبقى أقل بكثير من السجائر العادية، موردين أن المواد الكيميائية والتي تتعدى ثمانية آلاف نوع في السيجارة الواحدة هي التي تسبب الأمراض وخصوصا السرطان جراء التفاعل خلال عملية احتراق القطران وثاني أكسيد الكربون، كاشفين أن التبغ البديل يتوفر فقط على 200 مادة كيميائية. ونبه المتدخلون إلى أن استعمال البدائل، وخصوصا التبغ المسخن IQOS، حقق نتائج مهمة من خلال مساعدة العديد من الأشخاص على تقليل المخاطر الصحية في أفق التوقف نهائيا عن التدخين، موردين أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، من خلال الأبحاث والدراسات، خلصت إلى أن التبغ المعالج حراريا IQOS سيقلل من درجة التسمم مقارنة بالسجائر التقليدية. واعتبر الخبراء أن الحرب على التدخين يمكن أن تنجح دون استعمال سلاح؛ وذلك باللجوء الى الأساليب البديلة التي أضحت متوفرة، مشددين على أنها الحل لإنقاذ العديد من الأرواح، على الرغم من أن الحل الأمثل هو التوقف عن التدخين نهائيا، معتبرين أن تقليل الأضرار هو الخطوة التي توصل إلى وقف الضرر. ديفيد خياط، رئيس قسم الأورام بمستشفى La Pitié-Salpétrière في فرنسا، أورد، في مداخلته، أن فرنسا ساهمت، من خلال رفع سعر السجائر من 3 إلى 5 أورو في غضون عامين، في تقليص عدد المدخنين، موردا أن الحل كان مؤقتا حيث عاد الكثير منهم إلى استئناف إدمانهم. وشدد الخبير الدولي على أن الحاجة ملحة للعمل على وضع استراتيجية حقيقية للحد من أضرار التدخين وتوجيه غير القادرين على الإقلاع إلى استعمال مواد التبع البديلة للتقليل من خطورة الوضع الحالي. وختم المشاركون في المؤتمر الدولي الورشات الثلاث بالتأكيد على أن الحد من الأضرار مسؤولية الحكومات والأطباء والإعلام والمجتمع، داعين إلى ضرورة تقديم المعلومة الصحيحة الدقيقة والعلمية والتعاون بين الجميع لحماية البشرية.