عقدت القيادة السياسية في إيران اجتماع أزمة في ظل تزايد حدة الاحتجاجات التي تشهدها جميع أنحاء البلاد، والتي اندلعت على خلفية وفاة فتاة في حجز للشرطة بسبب عدم التزامها ب"ارتداء الحجاب" قبل قرابة شهر. وذكرت الرئاسة الإيرانية، اليوم الأحد، أن الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية شاركوا في الاجتماع. وحسب بيان مشترك صادر عن رئاسة الجمهورية، دعا المشاركون في الاجتماع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والوقوف ضد "المؤامرات المعادية من أعداء النظام الإسلامي". وتجتاح الاحتجاجات إيران منذ أسابيع بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، والتي احتجزتها شرطة الآداب في طهران لانتهاكها اللوائح الصارمة لملابس النساء في البلاد. ومساء السبت، وصلت الاحتجاجات إلى مشاهدي التلفزيون، عندما تم اختراق قناتين تابعتين لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق". وأفادت الصحيفة، اليوم الأحد، أن البث الإخباري على القناتين توقف فترة وجيزة، وعُرضت صور بعض النساء اللواتي لقين حتفهن في الاحتجاجات، وكتب المخترقون عبارة: "انهض وانضم إلينا". وأعلنت جماعة "عدالات علي" (عدالة علي) مسؤوليتها عن الهجوم. كما ظهر على الشاشة قناع منظمة "أنونيموس"، التي اخترقت العديد من الهيئات والمؤسسات الإيرانية في الأسابيع الأخيرة. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم. ولا يزال سبب وفاة أميني في حجز الشرطة غير واضح. وبينما يعتقد المنتقدون أن اللوم يقع على "وحشية الشرطة"، تصر السلطات على أنها توفيت بسبب قصور في القلب. ومنذ وفاة أميني اندلعت احتجاجات داخل إيران وخارجها ضد القيادة الإيرانية، وتحديدا ضد فرض الحجاب. وردت قوات الأمن بحملة عنيفة في استعمال القوة العمومية؛ أسفرت عن مقتل العشرات وعدد كبير من الإصابات. وألقت القيادة الإيرانية باللوم على الغرب في هذه الاحتجاجات، وقالت إن الاضطرابات نتيجة "مؤامرة تورطت فيها الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وخونة إيرانيون في الخارج". وأعلن نائب وزير الداخلية مجيد ميراحمدي، اليوم الأحد، "انتهاء المظاهرات"، قائلا: "تمت استعادة الهدوء والأمن باستثناء حوادث شغب قليلة محدودة". ومع ذلك أشارت صور ومقاطع فيديو، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الاحتجاجات استمرت في مختلف أنحاء البلاد اليوم الأحد. وخاطب ميراحمدي المحتجين مباشرة قائلا: "لن يتم إطلاق سراحهم مجددا بعد اعتقالهم وسيظلون قيد الاحتجاز حتى موعد محاكماتهم". وقال شهود إن الاحتجاجات تواصلت الليلة الماضية، في ظل استعداد المتظاهرين وقوات الأمن لاستخدام العنف بشكل متزايد. وهناك مزاعم بأن الشرطة لم تستخدم فقط الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، بل أطلقت أيضا ذخائر كرات الطلاء عليهم. وتردد أن المتظاهرين ألقوا زجاجات حارقة على رجال الشرطة، وأشعلوا النار في مراكز الشرطة المتنقلة. وفي وقت سابق اليوم، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك القيادة الإيرانية بشدة. وقالت بيربوك لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" إن "أي شخص يضرب النساء أو الفتيات في الشوارع، ويختطف أولئك الذين لا يرغبون فيالعيش بحرية، ويعتقلهم تعسفا ويحكم عليهم بالإعدام، يقف في الجانب الخاطئ من التاريخ." وأضافت المتحدثة نفسها أن "الاتحاد الأوروبي سيفرض حظرا على دخول المسؤولين عن قمع الاحتجاجات، ويجمد أرصدتهم".