مازالت عصابة "موكرو مافيا"، التي يتزعمها أعضاء من أصول مغربية، من بينهم رضوان التاغي، تثير الرعب في عدد من الشخصيات العمومية في بلد الأراضي المنخفضة، إذ ضجّت وسائل إعلام هولندية، منذ أمس السبت، بأخبار تشير إلى تخوّف السلطات الأمنية من استهداف ولية عهد هولندا، الأميرة كاترينا أماليا. ونشرت صحيفة "التلغراف" الهولندية خبراً انتشر بشكل واسع، يثير اشتباه الشرطة والنيابة العامة الهولندية في تهديدات أمنية محتملة من طرف "المافيا المغربية" لوريثة عرش هولندا، ورئيس الوزراء مارك روته، يقودها رضوان التاغي من السجن. وقالت الصحيفة إن إشارات جديدة تثير شكوك السلطات الهولندية حول استهداف الأميرة أماليا، التي انتقلت مؤخراً للسكن في الحي الجامعي التابع لإحدى جامعات أمستردام، الأمر الذي دفعها إلى العودة إلى قصر "Huis ten Bosch" رفقة والديها. وجاء ذلك بعد اكتشاف مراسلات بين التاغي و"محمد. ب"، قالت الصحيفة إنها عبارة عن آيات قرآنية يرجّح أنها رسائل مشفّرة بينهما، تخطّط لعمليات اختطاف أو اغتيال، وهو ما أكده أيضاً أوليس إليان، عضو البرلمان الهولندي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وقال إليان إن تلك الرسائل بين السجينين اللذين صارا مقربين ويقضيان حكمين بالمؤبد "يكاد يكون من المستحيل تفسير محتواها وقصدها"، واصفاً الأمر ب"الأمر الخطير للغاية ويجب إيقافه على الفور". وبالفعل، قرّرت السلطات القضائية الهولندية بعد ذلك نقل السجين "محمد.ب". وتخضع الأميرة أماليا ورئيس الوزراء الهولندي لحراسة أمنية مشدّدة، وفق الصحيفة سالفة الذكر، التي أكّدت أن السلطات الأمنية غير واثقة تماماً من المستهدف بينهما. في المقابل، تشير معطيات أوردتها صحيفة "لوموند الفرنسية" في شتنبر من العام الماضي إلى أن هذه التهديدات ليست جديدة، إذ سبق للسلطات الأمنية الهولندية أن شدّدت الحراسة على مجموعة من الشخصيات العمومية، من بينها رئيس الوزراء ومحامون وقضاة وصحافيون، بعد مقتل صحافي تحقيقات هولندي. وقالت "لوموند" إن هذه المافيا المغربية -التي وصفتها بأنها "مجموعة إجرامية عنيفة جدا، توجد في هولندا وفي بلجيكا أيضا، وهي أصل تصفيات حسابات لا تحصى"- أعطت أمر قتل محام بأمستردام سنة 2019، كان متخصصا في الجريمة المنظمة وشبكات تهريب المخدرات، وكان دفاع "نبيل.ب"، الذي قدم معلومات مهمة للشرطة حول زعيم المافيا المغربية رضوان تاغي، مقابل تخفيض مدة محكوميته.