صدر عن جدل للنشر والتوزيع ومنشورات رابطة الكتّاب الأردنيين كتاب "ندوات أسرى يكتبون". يقع الكتاب في (360) صفحة من القطع المتوسط، أعدّه وحرره الكاتب صالح حمدوني، وضم الندوات التعريفية التي أقامتها الرابطة لمناقشة (28 عملا أدبيا) لستة وعشرين أسيرا وأسيرة من الأسرى الفلسطينيين، أغلبهم ما زال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ندوة خصصت لمناقشة كتاب "ترانيم اليمامة" التي اشتركت بكتابته عشر من الأسيرات الفلسطينيات، وتم بث تلك الندوات عبر تقنية الزوم، وعبر صفحة الرابطة على الفيس بوك، يتخذ الكتاب الطابع التوثيقي لأدب الحركة الأسيرة، وما يحدث حول هذا الأدب من أسئلة إبداعية وأخرى سياسية وثقافية. تناول الكتاب ندوات حول إصدارات حسام زهدي شاهين، باسم خندقجي، أسامة الأشقر، منذر مفلح، أحمد سعدات، هيثم جابر، نادية الخياط، وداد البرغوثي، معتز الهيموني، أيمن الشرباتي، مي الغصين، عمار الزبن، راتب حريبات، عمار عابد، ثائر حنيني، رائد السعدي، أماني حشيم، أحمد عارضة، ناصر الشاويش، محمود عارضة، سائد سلامة، قتيبة مسلم، رأفت البوريني، عنان الشلبي، وقد حظي كل من كميل أبو حنيش ووليد دقة بندوتين لمناقشة إصدارين لكل منها. تصدّرت الكتاب كلمة لرئيس رابطة الكتاب الأردنيين السابق الشاعر المحامي أكرم الزعبي، بيّن فيها أن الكتاب جاء من أجل: "توثيق هذه الندوات في كتاب خاص يحمل اسم المبادرة نفسها (أسرى يكتبون) عبر منشورات رابطة الكتّاب الأردنيين، لتظلّ شاهدة على إبداع الأسرى، ولتكون شهادة للتاريخ، على سوء ما يلقونه من الاحتلال الغاشم، ومن السجّان، من ظلمٍ ومعاملةٍ جسدية ونفسية وحشية". ووضح الروائي عبد السلام صالح-أمين اللجان والفروع في الهيئة الإدارية للرابطة-أن المبادرة انطلقت في عمان لأول مرة في أيلول 2020 بجهود كبيرة ومتواصلة بذلها الصديق العزيز المحامي الحيفاوي حسن عبادي، والذي أعطاها– مشكوراً-من وقته وجهده الكثير من أجل استمرارها. وقدم الشكر لأعضاء الرابطة الذين كان لهم دور في نجاح هذه المبادرة وتعميمها والتفاعل معها. وكتب المحامي الحيفاوي حسن عبادي (صاحب المبادرة): "أنتم اليوم تحقّقون حُلمَ أسرانا في الانطلاق نحو الحريّة المنشودة؛ أصبح حُلمهم بالتواصل يتحقّق؛ فهم مبدعون مهمّشون ومنسيّون، وفقط مبدعون أمثالكم يقدّرون الكلمة وفعلها وبإمكانكم صناعة التغيير لتصبح كلمتهم الحرّة على المِحَك، دون محاباة ومراءاة، وحبّذا لو تزيد مثل هذه المنصّات لأنّهم يستحقّون". وأضاف قائلا: "أسرانا يكتبون رغم عتمة الزنازين، فالكتابة متنفّس لهم، واختراق كلمتهم للزنازين وأسوار السجون حريّة لهم، ولكن كتاباتهم تعبر طريق الآلام لتصل النور، فهناك خطر المصادرة التي يهدّدها من قبل السجّان، صعوبة تهريبها عبر القضبان ليبتكروا طرقًا جهنميّة لتصل من يطبعها، وبعدها تبدأ مرحلة التنقيح والتنضيد والتحرير ومنها إلى إيجاد ناشر يتبنّها وتبدأ رحلة الوعود والتسويفات والمماطلة، لتصل أحيانًا إلى الابتزاز العاطفي والمالي". شمل الكتاب نبذة عن كل أسير مرفقة بصورته، وتقرير تم نشره في وسائل الإعلام في العالم العربي حول كل ندوة (شارك في كتابة غالبيّة التقارير الكاتب فراس حج محمد ونشرت في حينه في صحف ومجلات متعددة)، وشهادات للأسرى أنفسهم (ألقاها في حينه أحد أقارب الأسير نيابة عنه). وتدور كلمة الأسرى الكتّاب حول نجاح كتبهم في اختراق الأسوار، وتمردها على السجّان، معبّرين عن فرحتهم لمثل هذه الندوات التي يتم فيها مناقشة كتبهم، لما تحمله من شهادة على المرحلة التي يعيشونها، مؤكدين أهمية تلقّيها إبداعيا ونقديا بعيدا عن نزعة التعاطف مع الأسرى حتى لا تؤثر في تقييم ما كتبوه بطريقة موضوعية. كما اشتمل الكتاب على مجموعة من المداخلات لكل من: مصطفى عبد الفتاح، محمود شقير، فراس حج محمد، محمد عارف مشة، أحمد أبو سليم، حسن عبادي، لينا أبو بكر، كميل أبو حنيش، هيثم جابر، أبو علاء منصور، قسّام البرغوثي، رائد محمد الحواري، محمد موسى العويسات، د. إيمان السلطاني، ابتسام أبو ميالة، عبد السلام صالح، فهيمة غنايم، أمير مخول، رانية الجعبري، وليد الهودلي، سحر أبو زينة، ديمة السمان، محمد أبو علي، سعيد نفاع، صالح حمدوني، حسن المصلوحي، فاطمة كيوان، حسام شاهين، صفاء أبو خضرة. جاء في التظهير من كلمة الأسير الشهيد وليد دقة: "لم يكن دافعي لكتابة حكاية سرّ الزيت وسرّ السيف الإبداع، وإنما الصمود داخل الأسر، ولم يكن الصمود ممكنا كل هذه السنوات الطويلة دون أن أحرّر عقلي من زنزانته رويدا رويدا. وبقدر ما أرغب بالتحرر من السجن، أريد أن أنتزعه مني".