قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن "خطاب حكومة أخنوش ينطوي على خطورة مؤكدة، لأنه يفتقد إلى الاتزان المطلوب، ويتسم بالانفصام عن الواقع، ولا يُراعي هموم وآلام معظم الناس لتفادي استفزازهم بتضخيم منجزات لا يلمسون أثرها على حياتهم".
وأضاف بنعبد الله، في رسالة مفتوحة من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن خطاب الحكومة "يتنافى مع حالة الاختناق التي تعيشها المقاولات الوطنية الصغرى والمتوسطة"، مردفا أنه "خطاب يتناقض، بل ينزعج ويشكك عمليا في مقاصد ومصداقية التقارير والمعطيات المقلقة، اقتصاديًّا واجتماعيًّا، التي تُدلي بها، على سبيل تنبيه حكومتِكُمْ، مؤسساتٌ وطنية رسمية".
وسجل بنعبد الله، خلال عرضه لرسالة الحزب، في ندوة صحفية اليوم الثلاثاء بالرباط، أن حكومة أخنوش "تَعتبرُ نفسَها غير معنية لا ببلورة الدستور، ولا بتوطيد الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان، ولا بقضايا المساواة، ولا بالنهوض الفعلي باللغة الأمازيغية، ولا بمصالحة المواطنين، وخاصة الشباب، مع الشأن العام، ولا بمعالجة أعطاب الفضاء السياسي، ولا بالتصدي للتراجعات المسجَّلة في الحقل السياسي والحقوقي".
وأوضح أن حكومة أخنوش "التزمت مع المغاربة بإحداث مليون منصب شغل خلال خمس سنوات، لكنها فشلت"، مبينا أنه في المقابل "ارتفع معدلُ البطالة بشكل غير مسبوق ليقفز من 12.3% في دجنبر 2021 إلى 13.7% في مارس 2024 (36% في أوساط الشباب)، كما بلغ عدد العاطلين مليون و645 ألف شخصا".
وأفاد بنعبد الله، أنه "بعد أن كان عدد الساكنة النشيطة العاملة في دجنبر 2021 هو 10 ملايين و772 ألف شخصا، فقد نزل هذا الرقم في مارس 2024 إلى 10 ملايين و337 ألف شخصا، بما يعني أن اقتصادنا الوطني فقد في زمن حكومتكم 435 ألف منصب شغل، وقفز عددُ الشباب الذين يُوجدون خارج فضاءات التعليم والشغل والتكوين إلى 4.3 مليون شابًّا".
وخلص بنعبد الله، إلى أن الحكومة فشلت في المقاربات الاقتصادية للحكومة، وعجزت عن تطويرِ قُدراتِ المقاولات المغربية، وفي اعتماد تطويرٍ حقيقي لتصنيعٍ حديث، قائلا: إنه "فشل لا يمكن لحكومتكم أن تفسره فقط بوضعية الجفاف الذي رافَقَ جُلَّ حكوماتِ الماضي ببلادنا دون أن تصل وضعيةُ البطالة إلى كل هذا المستوى الخطير".