شدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أن الحاجة إلى حكومة قوية، بات أمرا ملحا بالمغرب، عشية تنظيم هذه الاستحقاقات الحالية، ويحتاج أيضا إلى أحزاب قوية، واصفا الحكومة الحالية، بأنها من أضعف الحكومات بالمغرب منذ الاستقلال، لأنها حكومة منخورة من الداخل، ولم يكن هدفها الإصلاح، مما كرس مزيدا من العزوف السياسي وفقدان الثقة، لأنها حسب بنعبد الله، حكومة قضت زمنا طويلا وهي متصارعة فيما بينها، بسبب صراعها حول من يفوز بانتخابات 2021 ؟ ولم يكن همها تكريس الإصلاحات الكبرى، وهو ما كرس مزيدا من العزوف السياسي بسبب ضعف المشاركة، واستمرار هيمنة بعض الأحزاب على المشهد السياسي، وهو أمر عانى منه حزب التقدم والاشتراكية. وعلاقة بالحملة الانتخابية الجارية، قال بنعبد الله في لقاء تفاعلي مباشر نظمه التقدم والاشتراكية مع مجموعة من الشباب مساء أمس الجمعة بمقره بالرباط، إن برنامج حزبه الانتخابي، يقترح إحداث جامعة بكل جهة، تيسيرا على الشباب من معاناة التنقل، مشددا على أن المغرب الذي يسعى إلى تنزيل النموذج التنموي، ويستثمر في الإنسان كموارد بشرية، في قطاع التعليم، لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا اعتمد على مدرسة عمومية وجامعة موجودتين بجميع الجهات حتى لا يضطر مئات الطلبة والتلاميذ إلى العيش بعيدا عن أسرهم في ظروف صعبة. كما قال المسؤول الحزبي، إن التقدم والاشتراكية، يقترح إحداث مستشفى جامعيا وكلية للطب في كل جهة، حتى يتم تقريب التجهيزات الطبية للساكنة، وتوفير كل الأجهزة الضرورية للأطباء للقيام بمهامهم على أحسن وجه. كما أوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه يقترح أيضا مشروع الخدمة الوطنية الصحية، لأن من حق المناطق النائية الحصول على خدمة صحية، داعيا إلى خلق فرص مالية تحفيزية للشباب الخريجين. وأكد بنعبد الله، أنه يتفهم غضب الشباب المغربي وانتظاراتهم، خصوصا الخرجين منهم حاملي شواهد عليا أو متوسطة، من تخصصات مختلفة، لا يتوفرون على منصب شغل، كما أن شبابا آخرين وحتى من مدن كبرى لا يستفيدون من تجهيزات أساسية ثقافية أو غيرها، أو من فضاءات رياضية ضرورية، قبل أن يشير إلى وجود تغييرات، فمغرب اليوم ليس هو مغرب ما قبل 20 سنة يضيف بنعبد الله، ولكن رغم كل هذا يوضح المتحدث فلازالت هناك فئات غاضبة وغير مرتاحة بسبب عدم توفرها على العيش الكريم. ودعا بنعبد الله، الشباب المغربي إلى ممارسة السياسة، والانتماء إلى الأحزاب، واقتحام المجالس المتتخبة، وقطع الطريق على الفاسدين، وممارسة الشباب رفضهم بالتصويت ضد المفسدين، وفسح المجال أمام النزهاء من المرشحين ومن بينهم مرشحو حزب التقدم والاشتراكية. مشددا على وجود شباب داخل الأحزاب مستعد لمواجهة الضربات، وهذا هو المطلوب منهم مع قرب استحقاقات الثامن من شتنبر من خلال المشاركة بقوة والتصويت بكثافة. وفي موضوع آخر، شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في لقائه المفتوح مع الشباب مساء أمس الجمعة، على أن أوضاع الأزمة بالمغرب تفرض على الجميع أن يتميز بحس وطني، كاشفا وجود فئات في قطاعات اقتصادية وتجارية، تحاول استغلال الأزمة التي يمر منها المغرب، لكي تحاول الاغتناء على ظهر الشعب، قائلا:" حشومة وعار أنك تغتني في ظروف الناس كيموتوا بكورونا ويعيشون في ظروف فقدان الشغل". ولمحاربة هذه الممارسات الشاذة وغير الأخلاقية، شدد نبيل بنعبد الله، على أن على الدولة أن تكون قادرة على مراقبة الأسعار والضرب بيد من حديد على أيادي كل من يخالف التوجهات. وقال بنعبد الله أيضا، إن النهوض والاهتمام بوضعية الإعلام وحرية الصحافة، يندرج ضمن ما جاء به البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية، في المحور المتعلق بتجديد النفس الديمقراطي، لأن أي نموذج تنموي لا يمكن أن يبنى إلا بديمقراطية ومؤسسات منتخبة وأحزاب قوية ومجتمع مدني، وكذلك إعلام قوي يمكن أن يعبئ المواطنين والمواطنات ويفسر لهم النموذج التنموي. وشدد بنعبد الله، على أن رد الاعتبار للصحافة، مثله مثل رد الاعتبار للأحزاب والمشهد السياسي، وهو مرتبط أساسا بتوفير فضاء ديمقراطي والذي من دونه لا يمكن تكريس مشهد إعلامي وسياسي قويين، للعب دورهما في مواكبة البناء السياسي والاقتصادي. وإذا لم يمارس الإعلاميون مهامهم بكل حرية واستقلالية حفاظا على كرامتهم، ودفاعا عن مهنتهم، من الصعب جدا أن نبني مهنة صحفية تكون قوية وتناسب العصر، وبمؤسسات قوية، نافيا أن تكون المتابعات القضائية ضد الصحافة مفيدة لمعالجة بعض من اختلالات هذا المجال. وفي موضوع آخر، يتعلق بما يقدمه حزب التقدم والاشتراكية في برنامجه الانتخابي لفئات عريضة تنتمي للقطاع غير المهيكل، تعرضت للتهميش في جائحة كورونا، قال بنعبد الله، في اللقاء الذي أداره الصحافي عبد الحق بلشكر، مدير نشر موقع "اليوم 24″، إن حزبه راسل حكومة العثماني عدة مرات إبان انتشار جائحة كورونا، يستفسرها عن الطريقة التي ستتم بها مساعدة الفئات المتضررة، حتى لا يتم استثناء أية فئة، كاشفا دفاعه عن إدراج عدة فئات تم إقصاؤها ضمن 6 ملايين مستفيد من إعانات كورونا، قبل أن يعود ليؤكد أن هذا ليس حلا، ويستلزم أن تكون هناك تغطية اجتماعية شاملة، وهو المشروع الملكي القوي، الذي قال زعيم التقدم والاشتراكية إن حزبه طالب بتنفيذه منذ عقود. وطالب بنعبد الله في لقائه مع الشباب، بتوفير حد أدنى للدخل للذين لا يتوفرون على أي مورد رزق أو تقاعد، لا يقل عن 1000 درهم، ومنح الشبان تعويضا عن البطالة، إلى حين حصولهم على منصب شغل، وشمول مواطنين فقدوا مناصب عملهم بتعويض مادي عن فقدان مصدر رزقهم، حفاظا على كرامة المواطنين، منبها إلى خطورة استمرار اشتغال حوالي 17 مليون من المواطنين بالقطاع غير المهيكل، وهم غير مسجلين في الضمان الاجتماعي. وأبرز بنعبد الله، أن حزبه يحمل تصورا وبعضا من الحلول العملية لتشغيل الشباب من حاملي الشواهد العليا، شريطة توفير اقتصاد قوي يخلق فرصة للشغل لا تقل عن 200 ألف منصب شغل في السنة، حتى يتم تدريجيا امتصاص البطالة الموجودة بالمغرب، وحتى يتم الأخذ بعين الاعتبار الخريجين والخريجات الذين يتوافدون على سوق الشغل بعدما يحصلوا على شهادات، قبل أن يشدد أيضا على قطاع الصناعة الذي من شأنه توفير مئات الآلاف من فرص الشغل أيضا كالاستثمار في المجال الرقمي والاقتصاد الأخضر وتقوية الاستثمار العمومي الذي يتطلب الأوراش الكبرى التي من شأنها أن تشغل يدا عاملة كثيرة في مناطق مختلفة، ويتطلب بناء البنيات التحتية، مبرزا في هذا السياق أن قطاع محو الأمية، من شأنه أن يستوعب آلاف الخريجين، كما قطاع التعليم والصحة المحتاجين لطاقات وموارد بشرية. وقال زعيم التقدم والاشتراكية، إن من دواعي الحاجة إلى النموذج التنموي الجديد بالمغرب هو أن الاقتصاد الوطني لا يخلق ما يكفي من الثروات، مع طغيان الاقتصاد غير المهيكل، الذي لا يتوفر العاملون فيه على حماية اجتماعية أو الحق في التطبيب أو الحماية من الطرد، داعيا إلى تعزيز قدرة المقاولات لتكون جسرا تواصليا لترسيم الحماية الاجتماعية وتوفير الحد الأدنى للدخل.