اشتكى مجموعة من آباء تلاميذ الثانوية الإعدادية تروكوت، التابعة ترابيا لإقليم الدريوش، من المكتب المسير لجمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المؤسسة المنتهية ولايته، و"المستمر في القيام بممارسات مخالفة للقانون، في ظل عدم عقد جمع عام لإعادة تشكيله". واستند المشتكون في مراسلة توصلت به هسبريس إلى المادة 10 من المرسوم رقم 2.20.475، الذي يقضي بفقدان العضوية في جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ بمجرد مغادرة بنات وأبناء المعنيين مؤسسات التربية والتكوين، مؤكدين أن "الرئيس الحالي لجمعية آباء التلاميذ بالتروكوت وبعض أعضاء مكتبه لا يتوفرون على الشرعية والتمثيلية القانونية، وبالتالي لا تربطهم أي علاقة بهذه الجمعية". وتساءلت المراسلة ذاتها عمن سمح لهؤلاء ب"الاستحواذ على الجمعية والاستمرار في التوصل بواجبات الانخراط والتصرف فيها دون وجه حق"، مستغربة "عدم تدخل السلطات المختصة، طيلة هذه المدة، للدعوة إلى عقد جمع عام قانوني ينهي هذه الحالة، أو بإحالة الملف على القضاء للحكم بحل الجمعية لعدم شرعيتها؛ وعدم قيام مجلس تدبير الثانوية التأهيلية تروكوت بمراسلة الأكاديمية الجهوية للقيام بما يلزم وفقا للمقتضيات القانونية والتنظيمية". كما أكد المشتكون أن من المفروض في الجمعية وفق المنظومة القانونية الجديدة أن تشكل آلية مؤسساتية لتوعية وتحسيس أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، بالإضافة إلى تنظيم وتأطير مشاركتها في سيرورة الشأن المدرسي والنهوض به، وهو ما يخالفه، حسبهم، الواقع السائد بالثانوية الإعدادية تروكوت "المختلف جذريا عما جاء به المرسوم سالف الذكر". وأوردت الوثيقة: "إن الرئيس الحالي للجمعية يعمد إلى إعداد مقاطع فيديو ونشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، يستهزئ من خلالها ببعض أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ الذين يلجؤون إليه للاستفسار حول موضوع ما، أو طلب بعض التوضيحات المتعلقة بدراسة أبنائهم، كمواعيد الامتحانات أو العطل، أو للشكاية من مشاكل ارتفاع واجبات النقل المدرسي". وأوضح المشتكون أن "تلاميذ الجماعة القروية تروكوت يعيشون حاليا وضعية نفسية صعبة نتيجة تخوفهم من عدم قدرة الآباء على الاستمرار في أداء واجبات الانخراط المدرسي المرتفعة، رغم أن المرسوم سالف الذكر تؤكد مادته الخامسة على ضرورة تقديم الدعم التربوي والاجتماعي اللازمين للتلاميذ للقضاء على كل أشكال الانقطاع والهدر المدرسي، عكس ما يقوم به الرئيس الحالي للجمعية الذي يهاجم كل من ينتقد تسيير الجمعية المسيرة للنقل المدرسي". وطالبت المراسلة السلطات المسؤولة ب"التدخل العاجل لوقف هذا العبث، والعمل على أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي، وذلك بعقد جمع عام عادي ونزيه قصد تجديد أعضاء المكتب المسير للجمعية، بحضور آباء التلاميذ الذين مازالوا يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية تروكوت". وفي اتصال هاتفي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالدرويش، أكدت أنها "قامت بمراسلة المؤسسات التعليمية عن طريق مذكرة إقليمية موضوعها دعوة جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ إلى التقيد بمضمون المرسوم المتعلق بتحديد أدوار ومهام وتركيبة جمعيات الآباء". وأكدت مصالح المديرية، في تصريح لهسبريس، أن "مؤسساتٍ بالإقليم قامت بتفعيل المذكرة والمرسوم، وخاصة التي انتهت ولاية جمعيتها أو التي ستؤسس الجمعية لأول مرة؛ فيما مؤسسات أخرى تلقت مراسلة جمعية الآباء بتاريخ تجديد المكتب المسير، ومن بينها إعدادية تروكوت؛ فيما توفر الإدارة التربوية بالإقليم جميع الإمكانات اللازمة للمساعدة على تأسيس أو تجديد هذه المكاتب". وأفاد المصدر المسؤول ذاته بأن "المديرية تتوصل بالمعطيات الضرورية عن أي جمعية تم تأسيسها أو تجديد مكتبها المسير، على اعتبار أنها شريك أسياسي للمدرسة ورافعة للإصلاح"، مؤكدا أن "المديرية تسهر على أن تعمل كل مؤسسة تعليمية على تأسيس جمعية الآباء والأمهات وأولياء الأمور بها وفق ما تنص عليه المراسم والقوانين في تركيبتها، وتحديد علاقتها بالمؤسسة وأدوارها ومهامها".