تناولت ندوة وطنية نظّمتها "رابطة الكتاب الشباب بالريف"، مساء الأحد في الناظور، موضوع "أدب الصحراء" عبر الاحتفاء بكتاب "الصحراء... الرواية الأخرى" لمحمد أحداد. وتأتي هذه الندوة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان المبدعين الشباب، التي نظمتها الرابطة بدعم من قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة بمعية الجماعة الحضرية لمدينة الناظور، وشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، احتفالا بالذكرى ال69 لثورة الملك والشعب وكذا عيد الشباب المجيد. وقال محمد أحداد، مؤلف كتاب "الصحراء... الرواية الأخرى" المحتفى به، إن "الصحافي يساهم في بناء الحقيقة التاريخية عبر الاستماع الحي إلى الشّهادات التي يستقيها من عين الحدث لبناء الموضوع، ومن ذلك موضوع الصحراء المغربية الذي هو المحور الأساس في كتاب "الصحراء... الرواية الأخرى". وأوضح أحداد، الذي كان يتحدث عبر تقنية التواصل عن بعد لتواجده في الحجر الصحي المنزلي بعد إصابته الحديثة ب"كورونا"، أن "قضية الصحراء المغربية تحتاج إلى جرأة قوية على كافة المستويات، ومنها الأدب والإبداع، لمواجهة أعداء الوحدة الترابية الذين يقلقهم هذا الاهتمام الشديد بالقضية". فيما قال الأستاذ عيسى الداودي إن أدب الصحراء كان شهادة على تمتين الروابط الوطنية بين شمال البلاد وجنوبها، ولعب دورا كبيرا في الدفاع عن أحد أهم القضايا الوطنية، هي قضية الصحراء المغربية. وأبرز أن الأعمال الأدبية التي تناولت قضية الصحراء تشكل مادة مهمّة تستحق الدراسة، ومن بينها كتاب "الصحراء... الرواية الأخرى"، التي اتخذتها الندوة نموذجا لمقاربة الموضوع. وفي مداخلته تناول الأستاذ نور الدين الفيلالي "حضور القضايا الوطنية في الأدب"، حيث تطرق إلى مجموعة من الرّوايات التي تناولت الصّحراء المغربية، كاشفا عن أهمّ التيمات التي تناولتها عبر مراحل. وأوضح أن أدب الصّحراء يشمل حقبا تاريخية بدأت من الفترة ما قبل الاستعمار وبعده، وما تلا ذلك من مرحلة المقاومة واسترجاع الأقاليم الجنوبية في إطار الدفاع عن الوحدة الوطنية. كما أبرز الفيلالي أن أدب الصحراء رصد مظاهرة الحياة الصحراوية والمظاهر العمرانية والجغرافية، إضافة إلى تناوله قضية التهجير التعسفي لمواطنين مغاربة من الجزائر، وقضية الاعتقال والاحتجاز في سجون البوليساريو.