كتاب جديد للدكتور عبد الوهاب الفيلالي صدر كتاب جديد للدكتور عبد الوهاب الفيلالي يحمل عنوان: "دراسات في فن الملحون"، وذلك عن منشورات مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، بالمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية الذي أسسه العلامة المغربي الدكتور عبد الله بنصر العلوي، ويرأسه حاليا الأستاذ الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي، الذي أصدر هذا الكتاب الأكاديمي حول تراث الملحون في المغرب، حيث رأى هذا الإصدار العلمي الهام النور في أواخر دجنبر 2014، ويعتبر الكتاب الأول من نوعه في المغرب الذي يتناول فن الملحون بمنهج علمي دقيق يروم الاقتراب الممكن من جماليات هذا الفن الذي لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسات العلمية، ويعتبر مؤلف الكتاب الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي واحدا من أبرز المتخصصين فن دراسة فن الملحون بالمغرب، حيث له مشاركات عديدة في تظاهرات علمية ومهرجانات حول فن الملحون، فما هي محتويات كتابه الجديد: "دراسات في فن الملحون"؟ أفصح المؤلف الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي في تقديمه لكتابه "دراسات في فن الملحون" عن الهوية الحقيقية لهذا الفن الذي يتميز بتنوع في الأغراض وتعدد في الموضوعات، وبغنى معانيه واكتناز مبانيه، وكثرة مبدعيه و امتداد تاريخه، بدءا من إرهاصاته الأولى، ومرورا باستواء عوده، إلى فترة "صابة الأشياخ" ونضج "شجرة الكلام" وإثمارها. كما أفصح عن الغايات العلمية التي دفعته لتأليف هذا الصرح العلمي بدءا من الالتفات إلى "مكانة الملحون في خارطة شعرنا العامي" ومرورا بالسعي إلى كشف قيمته ومناحيها الممكنة، فنيا واجتماعيا وتاريخيا واقتصاديا وحضاريا، وتوقفا عند بعض مجالاته ممثلة في المجال الديني والمجال الاجتماعي والفضاء الطبيعي، وختما بطرح إشكال توثيق فن الملحون نظما وإنشادا، مع المشاركة في اقتراح الحلول وفتح بعض آفاق الاشتغال الممكنة، وذلك ارتباطا دائما بالإبداع الشعري الملحون وإنشاده وخصوصياتهما. وهكذا تناول كتاب "دراسات في فن الملحون" جوانب متنوعة من الملحون تتجاوز البحث في جمالياته إلى كشف وظائفه وأبعاده الأخرى الفاعلة في الثقافة والفكر وخدمة قضايا الوطن والمجتمع، والأهم بعد رحلة البحث الطويلة في فن الملحون هو تناول المؤلف الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي لبعض آفاق الاهتمام بهذا الفن ودوره الهام في الحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة، حيث يبدأ الاهتمام به عبر إيلاء العناية بتوثيقة وجمعه تمهيدا لدراسته، ولا شك أن كتاب "دراسات في فن الملحون" بهذا التوجه العلمي التكاملي ينحو في اتجاه التنظير لفن الملحون بالمغرب، ولم يكن ذلك غريبا على المؤلف الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي الذي يعد من أبرز الباحثين المتخصصين في الملحون باعتبار هذا الفن أدبا شعبيا مغربيا قويا له دلالاته وأبعاده وقيمته على غرار الأدب المغربي الفصيح. ولمقاربة فن الملحون وفق رؤية شمولية متكاملة، استدعى تنظيم محتويات كتاب "دراسات في فن الملحون" اعتماد ستة فصول أساسية، وهي كالآتي: 1.مكانة الملحون في خريطة الشعر العامي المغربي: بنياته ووظائفه وجغرافية تداوله 2.الملحون في المغرب: رصد لبعض مظاهر القيمة وآفاق الاشتغال 3.النزوع الديني في شعر الملحون ظواهر وموضوعات 4.بعض من تجليات البعد الاجتماعي في شعر الملحون 5.وصف الطبيعة في الشعر الملحون بين الكم والكيف، نموذج الشعر الملحون المكناسي 6. فن الملحون بين هوية الوثيقة وضرورة التوثيق حقائق وآفاق وجدير بالذكر أن الفصل الأخير من كتاب "دراسات في فن الملحون" قد حمل تشخيصا دقيقا لواقع فن الملحون بالمغرب، مقدما جملة من الحقائق وكاشفا عن بعض الإشكالات، والأهم بعد رحلة مصاحبة الملحون، أن يقترح المؤلف الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي بعض الاقتراحات التي يعتبرها ضرورية للرقي بهذا الفن في المغرب وتوظيفه في مخططات التنمية والحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة واستمداد قيم الاعتزاز بالوطن والافتخار بالهوية الحضارية والثقافية للمغرب، باعتبار فن الملحون تراثا لا ماديا ينبغي استثماره في الراهن، فهو ثروة وطنية ينبغي الاهتمام بها.