التواصل بينهم مستمر رغم كثافة الغارات اتخذ قادة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام اجراءات امنية مشددة في التحركات والاتصالات مع القواعد بسبب الغارات الجوية العنيفة التي يشنها الطيران الحربي الاسرائيلي على قطاع غزة. "" ولا يزال كوادر حماس والاجهزة الامنية يتلقون تعليماتهم من القيادة السياسية واضطرتهم الغارات الجوية الاسرائيلية العنيفة الى العمل من تحت الارض مؤكدين انهم لن يسمحوا بانتشار الفوضى. ويعمل قادة حماس وكوادرها بسرية تامة ووسط اجراءات امنية مشددة. ولا يظهر هؤلاء علنا كما كان الوضع في السابق لكن مسؤولين في الحركة اكدوا ان التواصل لم ينقطع بين القيادة والقاعدة او مع الناس. ولا يعمد قادة حماس الى التحرك الا عن الضرورات الملحة ولا يتحدثون عبر الهواتف النقالة ولا يستخدمون سيارات لتلافي ضربات جوية محتملة من الطائرات الاسرائيلية وفقا لاعضاء في الحركة. لكن هذه التدابير لم تحل دون مقتل القيادي البارز في حماس نزار ريان وتسعة اشخاص اخرين بينهم زوجاته الاربع واثنان من اطفاله في غارة اسرائيلية استهدفت الخميس منزله في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة وفق مصادر طبية فلسطينية. واكد ايمن طه القيادي في حماس ان التواصل "لم ينقطع بالمرة" بين قيادة الحركة والقواعد في كل الاماكن "وهم يقومون احيانا بالتواصل مع الجرحى وذوي الشهداء رغم ان القيادة مهددة بالتعرض للاغتيالات (...) ولن يخيفنا اجتياح بري ولن يؤدي الى قطع التواصل". وتحدث عن اليات محددة للتواصل واتخاذ القرارات بهدف ضبط الاوضاع مؤكدا "اننا لن نسمح بالفوضى". وشدد طه الذي يتحذ اجراءات امنية مشددة في تحركاته واتصالاته على ان حماس ستخرج قوية من الضربات "الحربية" التي دمرت كل شيء "وستفشل المؤامرة ولن يسقط النظام السياسي ولن يستطيعوا القضاء على حماس". ويصدر القادة الامنيون في حماس تعليماتهم للعناصر المنتشرين في قطاع غزة بواسطة شبكة لاسلكية عبر موجات ويستخدمون احيانا شبكة الاتصالات الهاتفية الارضية. كما تملك كتائب القسام شبكة اتصالات خاصة تؤمن التواصل بين القادة الميدانيين والعناصر بحسب ما اكدت مصادر في حماس. واقر طه بان الوزارات معطلة حاليا بعد تدميرها لكنه اوضح ان قادة الاجهزة الامنية والشرطة يتلقون التعليمات "بانتظام من قيادتهم التي بدورها تتلقى التعليمات من القادة السياسيين على كل المستويات". وكشف اسلام شهوان المتحدث باسم الشرطة في غزة ان الاخيرة شكلت غرفة طوارىء واعلنت الاستنفار في صفوف عناصرها التسعة الاف. وقال "نعمل بالتنسيق مع الامن الداخلي ونستقبل شكاوى المواطنين على ارقام طوارىء قمنا بتعميمها عبر وسائل الاعلام وقد عالجنا سبعين شكوى الاربعاء". ونفى شهوان تسجيل اي محاولات لاثارة فوضى او اعاقة عمل الشرطة. وبينما كانت الصواريخ الاسرائيلية تنهال على شمال قطاع غزة كان افراد من المباحث الجنائية والامن الداخلي يضبطون كمية من المخدرات في المنطقة المستهدفة. وقال شهوان "نعمل من اماكن غير معلنة ويقود الشرطة حاليا العميد ابو عبيدة الجراح بعد استشهاد اللواء توفيق جبر السبت الماضي في غارة استهدفت مقر قيادة الشرطة بغزة". واوضح ان قادة الشرطة تمكنوا من عقد ثلاثة اجتماعات منذ بدء الهجوم الجوي الاسرائيلي "وقد وضعت خطة للتحرك واجرينا تقويما للوضع واعلن الاستنفار العام في الشرطة والاجهزة الامنية تحسبا لاي طارىء او اجتياح بري". وتلقى افراد الشرطة اوامر واضحة من القيادة بمواجهة "العدو اذا تم اجتياح قطاع غزة". وعند بعض المفترقات ومداخل المدن يمكن ملاحظة افراد من الشرطة في زي مدني يرصدون حركة المرور. واذ اقر بمقتل عشرات من افراد الشرطة والامن اكد شهوان ان الهدف الرئيسي هو "الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة". وتضم اجهزة الامن التي تديرها حكومة حماس 13 الف عنصر بينهم تسعة الاف شرطي. ولم يظهر اي من قادة حماس البارزين عبر وسائل الاعلام منذ السبت باستثناء رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية الذي القى كلمة متلفزة مساء الاربعاء من مكان غير معلوم. واكد طه ان "النظام السياسي لحماس ليس مجرد حجارة ومبان ومجموعة اشخاص فحماس موجودة في كل بيت وحارة في وجه العدوان". ويبدو ان ثمة انسجاما بين مواقف حماس وفتح في غزة اذ دعا القيادي في فتح ابراهيم ابو النجا الى الوقوف بجانب حماس في مواجهة "العدوان" الامر الذي اشاد به طه. وقال اسامة المزيني القيادي في حماس في بيان نشره المكتب الاعلامي للحركة "من يقول ان حماس اقحمت نفسها في مغامرة خاسرة نقول له هذا ثمن الانتصار والتحرير". ودعا عناصر القسام الى ان "يضربوا المعتدين الجبناء" مضيفا "لئن نجح العدو الغادر في بدء المعركة فانه لن ينجح في تحديد معالم النهاية". ويتحرك ناشطو كتائب القسام بحذر ووسط اجراءات امنية مشددة ويطلقون بانتظام الصواريخ المحلية الصنع ونظيراتها من طراز "غراد" من اماكن مختلفة على الاراضي الاسرائيلية المحاذية لغزة. ودمرت الغارات الجوية المتواصلة منذ السبت كليا او جزئيا مئات المقار والمؤسسات والمحال والمنازل اضافة الى عشرة مساجد وعشرات الانفاق المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع مصر. واسفر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل اكثر من 400 فلسطيني واصابة نحو الفين اخرين.