قال رضوان عراش، الكاتب العام لوزارة الفلاحة، إن الإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء تركز على استدامة الأنظمة الغذائية، وتأمين الموارد المائية وجعلها ذات كفاءة، فضلا عن مرونة الأنظمة البيئية. جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لطلاب الزراعة، الذي انطلقت فعالياته في مقر معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، ويناقش موضوع "ندرة المياه وآثارها على الأمن الغذائي". وأردف الكاتب العام لوزارة الفلاحة بأن الأهداف الرئيسية للإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء يتم تنفيذها من خلال برامج ترمي إلى ضمان الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وفي مقدمتها الماء، مشيرا إلى أن البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري مكّن من تجهيز ما يزيد عن 700 ألف هكتار بالري الموضعي. ولفت عراش إلى أن المغرب يطمح، من خلال برنامج تدبير مخاطر المناخ، إلى توسيع الأراضي الفلاحية التي تتمتع بالتأمين ضد المخاطر ذات العلاقة بالمناخ، إلى 2.5 مليون هكتار. ويُنظم المؤتمر الدولي لطلاب الزراعة والعلوم ذات الصلة، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال الفترة الممتدة من 24 يوليوز إلى 7 غشت 2022 بكل من الرباط ومراكش وأكادير. وتم في افتتاح المؤتمر، الذي حضره عدد من السفراء الأجانب المعتمدين في المغرب، تكريم رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بصفته الوزير السابق للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وأكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة أن التحسيس بمخاطر ندرة المياه، وأهمية الحفاظ عليها، أصبح رهانا دوليا، لافتا إلى أن المؤتمر يكتسي أهمية من حيث كون الشباب "هم الذين سيكونون صناع القرار في المستقبل، وهم الذين سيحملون المشعل وسيكونون في الصفوف الأمامية للحفاظ على الماء". ويعد المؤتمر، بحسب المنظمين، "فرصة سانحة لمناقشة ملف أصبح يفرض نفسه بقوة خلال القرن الواحد والعشرين، والمتعلق بندرة المياه التي تشكل تهديدا حقيقيا للموارد الطبيعية، وترهن مستقبل الأجيال القادمة". وسيتناول المؤتمر، الذي يلم عشرات الشباب من مختلف بلدان العالم، قضية ندرة المياه من زوايا مختلفة، وذلك عبر تنظيم عدد من المحاضرات والورشات العملية. وتضم الرابطة الدولية لطلاب الزراعة والعلوم ذات الصلة، وهي جمعية غير حكومية تأسست سنة 1957، حوالي 10 آلاف طالب زراعي، يتوزعون على حوالي 50 دولة، وتتمثل مهمتها الأساسية في تقاسم المعارف والتبادل الثقافي بين الشعوب. ووفق الأرقام الرسمية الصادرة عن إدارة الأممالمتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية فإن ندرة المياه تؤثر حاليا على ما يقارب 700 مليون شخص في 43 دولة، على المدى القصير. ويُتوقع أن يزداد تأثير ندرة المياه مستقبلا، إذ تشير أرقام المتحدة إلى أن 1.8 مليارات شخص سيعيشون سنة 2025 في بلدان أو مناطق تعاني من ندرة كاملة في المياه؛ كما يرتقب أن يعيش ثلثا سكان العالم في ظروف تنذر بالخطر من شح المياه. ويُعد المغرب من البلدان التي تواجه مشكلة ندرة المياه، نتيجة التراجع الكبير للموارد المائية بفعل ضعف التساقطات المطرية التي سجّلت عجزا بنسبة 50 في المائة مقارنة مع السنة الفارطة، وفق المعطيات التي قدمها وزير التجهيز والماء في البرلمان، إضافة إلى تراجع حجم التساقطات المطرية. من جهته قال سعيد عامري، مدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إن موضوع ندرة المياه وآثارها على الأمن الغذائي، الذي يناقشه المؤتمر، يوجد في صلب إستراتيجية مخطط "المغرب الأخضر"، لافتا إلى أن المغرب وضع، في إطار هذا المخطط، والإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء، برنامج وطنيا لاقتصاد مياه الري، من أجل مواجهة تفاقم ندرة الماء. وأشار المتحدث ذاته إلى أن المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس سهرت، منذ انطلاق مخطط "المغرب الأخضر"، على تكييف نظامها في التكوين والبحث والتطوير مع التحولات المستجدة التي تعرفها الفلاحة المغربية، من خلال تكوين مهندسين فلاحيين ذوي كفاية وعلى دراية بأولويات القطاع الفلاحي وانتظارات المهنة.