يَعرف تاريخ مشاركات الأندية المغربية في كأس الكونفدرالية الإفريقية أرقاما متميّزة طيلة السنوات التي لعبت فيها البطولة، رغم التغيير الذي طرأ عليها بعد اندماج كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس المحدثة في عام 1975 وكأس الاتحاد الإفريقي الذي أنشئ سنة 1992. وقَبل تأهل الرجاء البيضاوي أمس الأربعاء، إلى نهائي كأس الكونفدرالية على حساب "إنييمبا" النيجيري، فممثل العاصمة الاقتصادية سبق له وأن حمل الكأس وحاز عليه سنة 2003، بفوزه على القطن الكاميروني بهدفين دون مقابل، وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها للنهائي، ويطمع في استعادة مجده القاري الغائب منذ هذا التاريخ. الكوكب المراكشي، أول فريق مغربي حقّق هذه البطولة في مسماها القديم، حيث كانت تدعى كأس الاتحاد الإفريقي للأندية، إذ توّج في عهد المدرب السابق عبد القادر يومير سنة 1996، بانتصار على النجم الساحلي التونسي، فيما انتظر المغاربة ثلاث سنوات لمتابعة فريق مغربي في النهائي، ليخسر الوداد الرياضي مباراته النهائية أمام الفريق التونسي نفسه. في بداية عام 2004، تم إدماج بطولتي كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس، وكأس الاتحاد الإفريقي في بطولة واحدة جديدة تحت اسم كأس الكونفدرالية الإفريقية، ليتألق في موسمها الثاني سنة 2005، نادي الجيش الملكي، والذي قدَّم للمغرب أول بطولة في النسخة الجديدة، بانتصاره على "دولفين" النيجيري بثلاثة أهداف لهدف وحيد ذهابا وإيابا. سنة 2006، خانت نتيجة الذهاب ممثِّل العاصمة في التتويج بثاني ألقابه، وشكَّل النجم الساحلي عُقدة للفرق المغربية في النهائي، بعدما تعادل بهدف لمثله في الرباط، ولم يستطع تسجيل أي هدف في "سوسة"، وانتهت المباراة دون أهداف، ويتوج بها الفريق التونسي. نسخة 2010، انتقم فيها الفتح الرباطي بقيادة مدربه حسين عموتة للفرق المغربية، وانتزع الكأس من قلب الصفاقسي، بالفوز على فريقه المحلي من قلب "الطيب المهيري" بثلاثة أهداف لهدفين، وأكَّد فيها أن المنتوج الوطني قادر على خلق المفاجآت وتأكيد قوته خارجيا، لينال أول بطولة قارية في تاريخه مدربا. المغرب الفاسي كرّس عقدة الفرق التونسية، وقلب الموازين على النادي الإفريقي سنة 2011، حيث أعاد الثقة للفرق المغربية من خلال إحرازه لهذه البطولة بفضل رشيد الطاوسي ولاعبيه، بعدما انتصر بضربات الترجيح بعد نهاية المباراة متعادلة في نتيجتي الذهاب والإياب، ليكون آخر لقب للأندية المغربية في هذه المسابقة. ويُمني الرجاء البيضاوي النفس بإضافة لقب ثان لخزينته بعد تأهله يوم أمس لمواجهة "فيتا كلوب" الكونغولي، والسادس للكرة الوطنية، خاصة وأن الفريق يسير بثبات نحو هذا الهدف، بفضل عمل جميع مكوناته على إعادة الفريق لمكانته القارية وإرجاع الهيبة المفقودة إفريقيا بعد سنوات من الغياب عن "البوديوم" سواء في كأس "كاف" أو دوري أبطال إفريقيا.