ارتقى الأداء العام للمنتخب الوطني المغربي إلى مستوى مقبول، خلال مواجهته أمام ضيفه المالاوي، مساء أمس السبت، على أرضية ملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، التي آلت نتيجتها لصالح "الأسود" بثلاثية نظيفة، في إطار الجولة الثانية من دور مجموعات تصفيات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019. الرأي العام الرياضي المغربي، نوه بأداء جل العناصر الوطنية، أخدا بعين الاعتبار أول لقاء دولي لهم بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، فضلا عن الخصم الذي لم يكن ندا قويا للمنتخب المغربي، لكن علامة التميز كانت من نصيب أشرف حكيمي، المدافع الأيمن الحالي لفريق بروسيا دورتموند الألماني، الذي قدم أحد أجمل مبارياته مع "الأسود"، بالرغم من شغله للجهة اليسرى، حيث ظل مفعما بالنشاط طيلة الشوط الأول، مهددا في عديد المرات الحدار الدفاعي المتين للمنتخب المالاوي، كما أن تقنياته العالية بالكرة صنعت الفارق في الجبهة الهجومية المغربية، تارة عبر التسديد من بعيد وتارة أخرى بمنح "الأسيست" السليم خلف ظهر المدافعين. وفي غياب العميد مهدي بنعطية، تكلف كريم الأحمدي بقيادة المنتخب الوطني خلال مباراة السبت، إذ ظل اللاعب الحالي لفريق الاتحاد السعودي وفيا لدوره ضمن منظومة هيرفي رونار، بنفس السخاء في قطع الكرات في وسط الميدان، رغم غياب زميله امبارك بوصوفة، الذي كان يشاطره الأدوار االدفاعية في مباريات سابقة، بيد أن ضعف الخصم لم يشكل عائقا على خط وسط الميدان المغربي، إذ تركوا المجال للثنائي يونس بلهندة وحكيم زياش في صناعة اللعب. في غياب انسجام الأدوار داخل وسط الميدان بين بلهندة وفجر، لوحظ أيضا تفكيك في عماية بناء الهجمات، حيث تم الاعتماد كثيرا على الأطراف والتمريرات العرضية، عوض بناء اللعب والاختراق من العمق، حيث لم يستطع ثنائي خط وسط الميدان الهجومي المغربي، فك طلاسيم التنظيم الدفاعي المحكم، لتتأتى الحلول، إما عبر زياش وحكيمي، في لقطتي الهدفين الأولين، أو عبر العزضيات البحثة عن رأس يوسف النصيري، التس تكررت في معظم فترات المباراة، بينما ظهرت بعض الأخطاء في التمرير من بلهندة، كما الشأن بالنسبة لزميله فيصل فجر، الذي كان يغطي على ظهوره المتوسط بالدقة في تغيير منحى اللعب. "مايسترو الجوقة" كعادته لم يكن سوى النجم حكيم زياش، الذي كتب ل"سيناريو" المباراة أن يبدأه بمجهود فردي، جاء عبره الهدف الأول المبكر، قبل أن يجاري اللاعب إيقاع المباراة، حيث كانت جل الكرات الهجومية تمر عبر أقدامه، في جهة يسرى تميزت بأداء رائع لزميله أشرف حكيمي. يوسف أيت بناصر، الذي عوض غياب مهدي بنعطية، أثبت أحقيته باللعب في صفوف فريق موناكو الفرنسي هذا الموسم، رغم شغل مركز المدافع الأوسط، إلا أنه أخرج مباراته لبر الأمان، بهدوء وثباث، إلى جانب رومان سايس، القوة الهادئة داخل تركيبة "الأسود"، الذي ظهر عدم تأثره بالغياب عن مباريات فريقه ولفرهامبتون مع انطلاقة الدوري الإنجليزي الممتاز. غياب التنافسية، بالمقابل، أثر على عطاء نبيل درار، الأخير الذي بات خارج حسابات فريق فنربخضه التركي، مع انطلاق الموسم الجديد ولم يرق ظهوره أمام منتخب مالاوي إلى حجم التطلعات، رغم صعوده بشكل متكرر لمساندة نور الدين أمرابط في الجهة اليمنى ويحثه عن مترابطات مع صديقه فيصل فجر، إلا أنه كان في بعض الأحيان يخسر ثنائيات سهلة أمام جناح المنتخب الخصم، بالإضافة إلى بعض الأخطاء التقنية والتكتيكية المؤثرة في مباراة أخرى من حجم أكبر.