عقب الفرنسي هيرفي رونار، المدير التقني للمنتخب المغربي لكرة القدم، يوم أمس، بشكل غير مباشر، على الجمهور المغربي الشغوف بمتابعة مباريات الأسود والذي تساءل باستغراب عن سر عدم إجراءه للتغييرات أمام المنتخب الصربي، بالرغم من أن المواجهة ودية والهدف منها الوقوف على مدى جاهزية الأسماء التي تم استدعاءها للمعسكر، والوقوف على مدى انسجامها مع تكتيك الثعلب الفرنسي، وطريقة إدارته للمباريات، وما زاد من استغراب الجماهير بشكل أكبر إقحام المدرب للمهاجم أيوب الكعبي، في الوقت المحتسب بدل الضائع والذي لم يلمس أي كرة لضيق الوقت. وأقدم رونار، يوم أمس، على إشراك البدلاء أمام المنتخب الأوزبكي، في المباراة التي احتضنها مركب محمد الخامس، بمدينة الدارالبيضاء، وعرفت فوز أصحاب الأرض والجمهور بهدفين دون رد، في إطار استعدادات الأسود لخوض نهائيات كأس العالم بروسيا، إذ قام بتغيير 9 لاعبين ممن خاضوا مباراة صربيا، ولم يتواجد من التشكيلة الرسمية التي حققت الفوز أمام المنتخب الصربي، بهدفين لهدف، سوى لاعبين إثنين بشكل أساسي أمام اوزبكستان، وهما الحارس منير المحمدي، والمدافع مروان داكوستا، الذي استلم شارة القيادة مكان مهدي بنعطية، مدافع السيدة العجوز، والذي قرر المدرب إراحته مع البقية، وكان منتظرا أن يلعب بدر بانون، مدافع الرجاء الرياضي، بشكل أساسي يوم أمس لولا الإصابة التي حرمته في أخر اللحظات من المشاركة. وكانت رسالة المدرب رونار ، شبه واضحة، إذ أعتمد بشكل أساسي على التشكيلة شبه الرسمية التي ستخوض مباريات المونديال أمام صربيا، فباستثناء بعض الأسماء فإن أكثر من90/100 من الأسماء التي لعبت بشكل أساسي أمام صربيا هي من سيعتمد عليها رونارد أمام المنتخب الإيراني، لهذا لم يقدم على تبديل الأسماء التي دخل بها منذ البداية إذ منحها الوقت من أجل انسجام أكبر بين اللاعبين، بينما أقحم في مباراة أوزباكستان ، البدلاء لإعطائهم الفرصة لإبراز مؤهلاتهم ومدى أحقيتهم بالتواجد بالعرس المونديالي. كما أراد المدرب تجريب أوراق تكتيكية جديدة سيما في المراكز التي يعاني فيها الأسود، وأبرزها مركز الظهير الأيسر الذي لعب فيه الشاب أشرف حكيمي، لاعب ريال مدريد الإسباني، مكان حمزة منديل، الذي خاض ودية صربيا، كما عرف مركز الظهير الأيمن تواجد اللاعب وليد حجام، مكان نبيل درار، فيما عاد رومان سايس، لمركزه بقلب الدفاع وتم إشراك داكوستا، للمرة الثانية بشكل أساسي وهذه المرة في مركز مهدي بنعطية. وقام المدرب بإشراك سفيان مرابط، كلاعب ارتكاز مكان زميله في فاينورد روتدرام الهولندي كريم الأحمدي، بينما شغل أمين حاريث، مركز المايسترو مبارك بوصوفة، ولعب فيصل فجر مكان يونس بلهندة، وتواجد في الخط الهجومي كل من ياسين بامو، و زكرياء لبيض، على الأطراف، وأيوب الكعبي كرأس حربة. – الشوط الأول : فشل تكتيك العرضيات ! تمكن المنتخب المغربي من مباغتة المنتخب الأوزبكي بهدف مبكر، حمل توقيع مهاجم نهضة بركان أيوب الكعبي، الذي افتتح حصة التسجيل للأسود من هجمة جاءت من الجهة اليمنى، والذي أودعها داخل الشباك في الدقيقة 3، بعد تمركزه بشكل جيد أمام المرمى وبعيدا عن مراقبة المدافعين، هذا الهدف زاد من الضغط على نفسية لاعبي المنتخب المنافس الذي كان يضيع الكرات بسرعة، إذ أعتمد الأسود على تكتيك الضغط العالي على حامل الكرة، وإخفاء المساحات أمام لاعبي أوزبكستان ومنعهم من التمرير لزملائهم، وهو ما دفعهم لخسارة الكرة كثيرا لصالح زملاء سفيان مرابط. ورغم سيطرة المغاربة على مجريات الشوط الأول طولا وعرضا، فإن المنتخب افتقد إلى صانع اللعب ومهدئ اللعب وسط الملعب إذ كان الأسود يلعبون باندفاع كبير طيلة 20 دقيقة، لكن تمركزهم فوق أرضية الملعب وطريقة انتشارهم لم تكن بالشكل المطلوب، كما أنهم كانوا يضغطون بأكثر من لاعب على حامل الكرة وافتقدوا للتنظيم المحكم فوق أرضية الميدان وهذه ملاحظة سلبية يجب أن ينتبه لها المدرب لأن من نقاط قوة المنتخبات التي سنواجهها سيطرتها على الملعب وانتشارها بشكل جيد وتنظيم محكم ما يوحي إليك كأنها منتخبات تلعب بأكثر من 11 لاعب فوق البساط الأخضر. – اعتمد هيرفي رونار، على الجهة اليمنى لبناء الهجمات مستغلا تقدم الظهير الأيمن وليد حجام إلى الهجوم والذي أبدى انسجاما ملحوظا مع ياسين بامو، الذي لعب بشكل جيد في مركز الجناح الأيمن، وكانت جل هجمات الأسود تأتي من الجهة اليمنى عبر عرضيات اللاعب بامو، صوب معترك العمليات بحثا عن المهاجم أيوب الكعبي، الذي أقحمه المدرب كمهاجم صندوق، لكن جل تلك العرضيات فشلت لتواجد الكعبي، وحيدا، وسط 4 مدافعين في معترك المنتخب الأوزبكي الذي لعب مدربه كاباتزي تيمور، بخطة دفاعية ولم يغامر هجوميا لافتقاره للأدوات القادرة على اختراق خطوط المنتخب المغربي. – خسر المنتخب المغربي كل النزالات الهوائية في مربع العمليات بسبب طول قامة مدافعي المنتخب الأوزبكي، والذين تمكنوا من فرض رقابة لصيقة على الكعبي الذي فشل في الفوز بالكرات الهوائية، ولم تشكل كل التمريرات العرضية التي مررها بامو ووليد حجام، أية خطورة على مرمى المنافس، كانت الجهة اليمنى هي مصدر بناء الهجمات لدى المنتخب المغربي سيما أن زكرياء لبيض لم يقدم شيئا يذكر طيلة الشوط الأول، لعدم توصله بالكرات كثيرا من زملائه، ورغم أن المنتخب أعتمد على عرضيات الظهير الأيمن والجناح الأيمن فإن تكتيك التمريرات من الأطراف صوب العمق لم يشفع للأسود بالوصول الى شباك الخصم. – صنع المنتخب المغربي فرصا حقيقة وسانحة للتهديف من الجهة اليسرى التي كانت أقل نشاطا من الجهة اليمنى لكنها كانت أكثر فعالية وشكلت الفرص التي جاءت منها تهديدا حقيقيا على دفاع المنتخب الأوزبكي، لماذا؟ لأن الهجمات كانت تبنى عن طريق تمريرات أرضية عوض تمريرات هوائية، وكاد المنتخب المغربي أن يسجل الهدف الثاني بعد تمريرة محكمة من الظهير الأيسر أشرف حكيمي، إلى اللاعب ياسين بامو، الذي تمركز بشكل جيد داخل المربع وعندما استلم التمريرة الأرضية وعمل على ترويض الكرة استدار بها وقام بالتسديد لكن المدافع كان بالمرصاد فأبعد تلك الهجمة، ومن مجهود فردي رائع من الفنان أمين حاريث، الذي تلاعب بمدافعين ومرر الكرة بشكل جيد داخل المعترك من الجهة اليسرى لكنها مرت أمام كل اللاعبين بما فيهم مدافعي اوزبكستان، فرصتان للمغرب من الجهة اليسرى ومن تمريرات أرضية شكلتا الخطورة بشكل كبير على الدفاع المنافس، بينما أكثر من 10 تمريرات هوائية من الجهة اليمنى كلها فاز بها الدفاع ولم يوفق الهجوم المغربي في أي استغلال أي منها وتحويلها إلى هدف. – عرفت 25 دقيقة الأولى من الشوط الأول، ضغطا كبيرا، على المنتخب الأوزبكي، الذي لم يشكل أي تهديد خطير على دفاع المنتخب المغربي، سيما أن كابادزي، أقدم على إراحة بعض اللاعبين الأساسيين ومنح الفرصة للشباب، وتألق المدافع رومان سايس، في بناء الهجمات من الخلف وتنظيم اللعب والربط بين الدفاع وخط الوسط إذ كانت تمريراته دقيقة بشكل كبير، بينما لعب داكوستا، بإندفاع واضح وكان يرتكب بعض الأخطاء سيما في طريقة احتفاظه بالكرة في مناطق خطيرة أو لحظة افتكاك الكرات من المهاجمين إذ أعلن الحكم السينغالي ماجيتي نداي، عن عدة أخطاء لصالح الخصم بسبب خشونة داكوستا، الذي تمكن من إضافة الهدف الثاني للمنتخب المغربي من ركنية، ارتقى لها برأسه وأودعها الشباك، وهي الكرة الهوائية الوحيدة التي استثمرها المغاربة بشكل جيد، لأن داكوستا تفوق أخيرا أمام المدافع وارتقى بشكل جيد، كما أن الكثافة العددية من اللاعبين المغاربة الذين تواجدوا في معترك عمليات أوزبكستان شتت ذهنهم وتركيزهم، عكس تواجد الكعبي وحيدا بدون مساندة داخل الصندوق. – تألق بشكل ملحوظ في وسط الميدان الدفاعي اللاعب سفيان مرابط، الذي لعب في محور الارتكاز، حيث كانت أدواره تخريب هجمات المنافس، الربط بين الدفاع والوسط الهجومي، مراقبة صناع اللعب، وأجاد مرابط في تطبيق الأدوار التكتيكية المطلوبة منه واستعاد الكثير من الكرات وكان قويا في الالتحامات وربح العديد من المواجهات الثنائية، ليؤكد أنه استحق الجدل واللغط الذي رافق اختياره الدفاع عن ألوان الأسود على حساب الزي البرتقالي الهولندي، كما كسب اللاعب ثقة الجميع وبأنه سيكون خير خلف لخير سلف (كريم الأحمدي)، بدوره تألق أمين حاريث، في الشوط الأول وتحرك بشكل جيد على الجهة اليسرى للمنتخب وكان منسجما بشكل جيد مع الشاب أشرف حكيمي، فيما ظهرت في الجهة الأخرى ثنائية وليد أحجام وياسين بامو، وكانت أدوار فيصل فجر في الشوط الأول استعادة الكرات وبناء اللعب ومساندة الظهير الايمن والجناح… بينما اختفى زكرياء لبيض، طيلة الشوط الأول ولم يقدم المأمول منه لأنه لم يتوصل بالكثير من الكرات. ورغم السيطرة المغربية، على مجريات الشوط الأول، فان الندية والتشويق والإثارة، كانت مفقودة بسبب المنافس الضعيف الذي عجز عن تهديد مرمى منير المحمدي، الذي كان في شبه راحة، كما أن سوء التنظيم الذي لعب به المنتخب المغربي جعلنا نشاهد أداء أعاد أذهاننا للمواجهات الضعيفة التي لا تمتع الجماهير والتي يظهر فيها الأداء أقرب للعشوائية منه للتنظيم الجيد، وكان الخصم فعلا غير مناسب ليكون الاختبار الحقيقي للأسود. – الشوط الثاني: رونارد. يتخلص من تكتيك العرضيات ! كانت تعليمات المدرب للاعبين، في الشوط الثاني، واضحة، بالتخلص من تكتيك الكرات العالية من الأطراف صوب معترك العمليات، ولم نشاهد أي تمريرة عرضية في الشوط الثاني سيما بعد إقحام كل من سفيان بوفال مكان زكرياء لبيض، مباشرة بعد نهاية الشوط الأول، والمايسترو حكيم زياش، مكان ياسين بامو ( د72)، ويتسم نجم أجاكس أمستردام الهولندي، بإجادته للكرات البينية والتمريرات القصيرة والطويلة، وانتقل الضغط الهجومي من الجهة اليمنى للمنتخب إلى اليسرى التي شهدت تواجد كل من أمين حاريث، وسفيان بوفال والجوكر حكيم زياش الذي كان يتحرك بحرية أكبر في نصف ملعب الخصم رغم تحركه كثيرا الى اليسار. – واقتصر دور أشرف حكيمي، في الشوط الثاني على الواجبات الدفاعية ولم يصعد إلى الهجوم، سيما أن جهته عرفت مشاركة كل من سفيان بوفال وأمين حاريث، وكانت تعليمات رونار لأشرف، بأن يتكفل بحماية الجهة اليسرى للمنتخب من هجمات المنتخب الأوزبكي ومنح الأدوار الهجومية لبوفال وحاريت. -لاحظنا الأنانية والمغالاة في الحلول الفردية التي اتسم بها أداء سفيان بوفال، في بعض الهجمات التي كان يفضل فيها خيار المراوغة والاحتفاظ بالكرة والاستعراض على التمرير لأقرب زميل، سيما في إحدى الهجمات التي تمكن من خلالها من مراوغة أكثر من 3 لاعبين قبل أن تضيع منه الكرة على مشارف مربع العمليات، وهو ما انبطبق كذلك على أمين حاريث، الذي استعرض بعضا من مهاراته أمام الجمهور الذي لم يتعدى 15 ألف مناصر، وانضاف لهم المايسترو حكيم زياش، الذي حياه الجمهور كثيرا لحظة دخوله كما قاموا بالتصفيق كثيرا على ياسين بامو، لحظة استبداله بعد الأداء الطيب الذي قدمه. – اختفى تكتيك العرضيات بشكل نهائي في الشوط الثاني، وعوضه المدرب بالتمريرات البينية والتمريرات الأرضية والتي جاء أغلبها من الجهة اليسرى، وكاد المنتخب المغربي أن يسجل الهدف الثالث من جملة تكتيكية (تدرس) بين سفيان بوفال إلى حاريت إلى حكيم زياش الذي مررها خلف ظهر المدافعين لتصل الكرة الى بوفال ولكن الكرة التي ارتقى لها برأسه لم تعانق الشباك، وتعتبر هذه أخطر هجمة منظمة بناها المنتخب المغربي طيلة الدقائق 90 . – منح المدرب الفرصة للاعبين آخرين من أجل تجريبهم كما حصل مع الحارس التغناوتي الذي دخل في بداية الشوط الثاني مكان الحارس منير المحمدي، وقام بتغيير مركز بمركز بعد أن أشرك مهاجم الأهلي المصري وليد أزارو، مكان أيوب الكعبي، بينما أقدم على تغيير قلب الدفاع رومان سايس، وإشراك لاعب الوداد الرياضي محمد الناهيري، مكانه، وعاد الأخير لشغل مركز قلب الدفاع بينما يلعب رفقة الفريق الأحمر كظهير أيمن، وهو المركز الذي شغله أشرف حكيمي إلى نهاية اللقاء، كما أقدم المدرب على تغيير الظهير الأيمن وليد حجام، وإشراك متوسط ميدان الوداد الرياضي صلاح الدين السعيدي، مكانه، ورغم بعض الفرص التي أتيحت للمنتخب المغربي فإنه فشل في إضافة الهدف الثالث. – لم يكن اختبار المنتخب الأوزبكي بذاك المنتخب الشرس والقوي، القادر على كشف عيوب المنتخب المغربي، ولم يهدد مرمى الأسود وحتى الدفاع المغربي الذي لعب بتكتيك الدفاع الخطي عندما تكون الكرة بحوزة الاسود، إذ كان يتقدم الرباعي الدفاعي بالقرب من وسط الملعب من أجل تقارب الخطوط، وحاول الأوزبكيون ضرب المنظومة الدفاعية المغربية بالكرات الساقطة خلف ظهر المدافعين مستغلين تقدم المغاربة ولكن الدفاع المغربي كان يقظا في الفرص الشحيحة التي أتيحت للخصم والتي يتم إجهاضها قبل الوصول الى مربع العمليات. – كان واضحا بشكل كبير تأثير غياب مبارك بوصوفة، على خط الوسط، إذ افتقد وسط الملعب لهدوء اللاعب في بناء اللعب وتسريع الهجمات أو ابطائها وكذلك في تحركاته للربط بين الوسط والهجوم، من حيث المهارة والجودة فإن أمين حاريث، قدم أوراق اعتماده وقدرته على شغل مركز (صانع الألعاب) لكن الفرق بينه وبين مبارك بوصوفة، أن نجم الجزيرة الاماراتي يملك من الخبرة الكثير والتي راكمها عبر سنواته الطوال كلاعب محترف وأيضا بوصوفة يعود للخلف لمساندة الدفاع سيما لاعب الإرتكاز بينما حاريث، ذو نزعة هجومية واضحة ويتحرك عبر الأطراف ليتحول إلى جناح في أكثر من هجمة، بينما مبارك بوصوفة ملك ( الدائرة)، ويلعب بشكل عمودي أكثر ولديه تمريرات بينية دقيقة من العمق وأغلب تمريرات حاريث تأتي عبر الأطراف والجميل أنها تمريرات أرضية دقيقة يبحث فيها عن رجل المهاجم أكثر مما يمرر له كرات هوائية. -سفيان مرابط، قدم مباراة جيدة جدا، وكان خير خلف للخبير كريم الأحمدي، تألق مرابط في افتكاك الكرات وتخريب هجمات المنافس ( الضعيف) ومنعهم من التقدم الى الأمام، وأبان اللاعب على قوة بدنية كبيرة ساعدته في العديد من النزالات الفردية، ولا يجب على الناخب المغربي من الآن القلق فيما يخص بديل المقاتل كريم الأحمدي، الذكي جدا في افتكاك الكرات ومراقبة الخصوم وبناء العمليات من الوسط الدفاعي وكذلك اللعب بالكرة وبدونها، لأنه وجد البديل الأنسب له، وعندما سيشرك المدرب كل من سفيان مرابط وكريم الأحمدي، معا، في وسط الميدان فإن المنافسين سيجدون الصعوبة في إختراق وسط ميدان الأسود وبناء الهجمات عن طريق التمريرات البنية من العمق. – قدم ياسين بامو، مباراة جيدة جدا، وتحرك بشكل كبير على الجهة اليمنى وأشركه المدرب كجناح أيمن، ولعب 70 دقيقة، جيدة، أستحق عليها التصفيقات الحارة التي قوبل بها من طرف الجمهور لحظة تبديله وإشراك المايسترو حكيم زياش، مكانه، الأخير هتف الجمهور بإسمه كثيرا كعربون حب واعتراف بالمجهودات الكبيرة التي يقدمها رفقة الأسود رفقة باقي زملائه. – لم يضغط المنتخب الأوزبكي، كثيرا، على دفاع الأسود، ما سيخول لنا الحكم عن مدى تجانس وتناغم الخط الدفاعي، لكن رغم ذلك تألق وليد حجام، في أول مباراة له يلعبها رفقة الأسود في الدارالبيضاء، كظهير أيمن، وساند الهجوم كثيرا بتمريرات هوائية وشكل ثنائي منسجم رفقة بامو. شاهدنا يوم أمس اللعب الفردي والاستعراض أكثر مما شاهدنا اللعب الجماعي المحكم،، وتألق كعادته رومان سايس، في قلب الدفاع، وأكد على علو كعبه وبأنه قطعة أساسية لا غنى عنها في خطط هيرفي رونار، إذ يتسم اللاعب بسلاسة في إخراج الكرات من الدفاع برجله اليسرى، ويمرر لأقرب زميله له بدون أخطاء كما أن تدخلاته تكون في الوقت المناسب وعلى الكرة، كما لعب أشرف بشكل جيد في الشوط الأول بينما اقتصرت واجباته في الثاني على النواحي الدفاعية بعد إشراك الثلاثي ( سفيان بوفال، أمين حاريث، حكيم زياش) في المباراة، ولوحظ ارتكاب القائد داكوستا، لبعض الأخطاء بالقرب من معترك الأسود كما انتقلت إليه عدوى الاحتفاظ بالكرة في الدفاع بعد أن قام بذلك نبيل درار أمام صربيا، لكن المدافع داكوستا، سجل الهدف الثاني للأسود ما قد يشفع له، ولا يمكن الحكم على مستوى كل من الحارس التغناوثي والناهيري والسعيدي، من خلال هذه المباراة التي كان المنافس فيها دون المتوسط وليس بالاختبار الحقيقي والأنسب للمغاربة للاستعداد لنهائيات كأس العالم.