في أول ظهور له بعد المونديال ضرب الفريق الوطني بقوة وأسقط دون إستهتار ضيفه مالاوي 3-0 بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء ضمن ثاني جولات تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019. الأسود عادوا ليطلوا على المغاربة بتشكيلة دون مفاجآت كبيرة بإستثناء دخول الثلاثي فجر والنصيري وآيت بناصر لتعويض الإصابات والغيابات، مع الإعتماد على الحارس ياسين بونو كأساسي عوض منير المحمدي الإحتياطي. وبخطة 4-2-3-1 ودون مقدمات ألهب المهاري حكيم زياش المدرجات بهدف مبكر في الدقيقة 3، حينما إفتك كرة من وسط الميدان لينطلق بسرعة وينسل يسارا مسددا بنجاح داخل الشباك من زاوية ضيقة، وهو الهدف الذي حفز العناصر الوطنية لتسيطر بالطول والعرض وتمكث في منتصف ملعب الزوار، وتعتمد بالأساس على التمريرات العرضية لأمرابط وزياش وحكيمي في إتجاه النصيري المسجون وسط كماشة مالاوية من 8 مدافعين. وفي ظل صعوبة بلوغ المرمى وإختراق الدفاع من العمق والأطراف لجأ حكيمي وزياش لأسلوب المباغثة عبر تسديدتين خطيرتين تصدى لهما الحارس تشارلز د28 و30، كما إستغل النصيري شرودا مالاويا ليهدد لأول مرة برأسية محادية د38، قبل أن يتوصل بعدها بأربع دقائق لفك الشفرة وتوقيع ثاني أهداف الأسود، مستثمرا تمريرة ذكية لحكيمي كسرت مصيدة التسلل، لينتهي الشوط الأول بإنتصار وسيادة وهيمنة مطلقة للفريق الوطني ضد منتخب مدافع ومتواضع شاغب بشكل خجول عن طريق سلاحه الهجومي الوحيد غابادينيو. النصيري ذاق حلاوة التهديف فأراد معاودة الكرة مطلع الجولة الثانية برأسيتين محاديتين بنفس الطريقة بعد عرضيتين من فجر، ورفع زملاء سايس من الإيقاع بشكل ملحوظ وزادوا من ضغطهم على الحارس شارلز اليقظ والذي أنقذ مرماه بشجاعة أمام عدة تهديدات، وبقليل من الحظ والتركيز كاد يونس بلهندة أن يدون إسمه في قائمة الهدافين بتسديدة جميلة د60. وبعد سلسلة من المحاولات والفرص بإمضاء بلهندة، زياش، الأحمدي والتي لم يكتب لها النجاح، أبت الشباك إلا أن تنادي قناص ليغانيس يوسف النصيري ليداعبها بثالث أهداف اللقاء د77، بعد بناء هجومي من بلهندة لأمرابط لإبن فاس الذي هزم الحارس المالاوي بتسديدة قوية ومخادعة متوجا نفسه كنجم المباراة. الضيوف رفضوا مضطرين فتح اللعب وناوروا قليلا عن طريق المشاغب غابادينيو، في غياب الخطورة عن الدفاع المغربي الهادئ، ونزل الإيقاع وخمدت المعركة في آخر عشر دقائق التي سايرها الأسود بإقتصاد وأقل مجهود، ولم يتغير شيء بدخول المزراوي والكعبي وأكرد كبدلاء ليبقى الوضع على حاله، حتى نقطة الختام وصافرة إسدال الستار بإنتصار عريض وسهل ومنطقي على خصم متواضع بات يشاركه وصافة الترتيب بثلاث نقاط، في إنتظار حسم أمور التأهل للكان رسميا ومبكرا خلال مباراتي جزر القمر ذهابا وإيابا الشهر المقبل.