لا بد أن الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، يعض على يديه ندماً على ضياع نقاط المباراة التي جمعته بالكونغو الديمقراطية الاثنين الماضي برسم الجولة الأولى من دور المجموعات، من منافسات كأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون، خاصةً وأن المنتخب المغربي كان قد قدم شوطاً أول مميزاً، وكان قادراً من خلاله على تحقيق التقدم بهدف على الأقل، لولا غياب النجاعة الهجومية التي فرضتها خيارات "الثعلب". ويقع اللوم على الناخب الوطني هيرفي رونار، في مسألة خروج المنتخب المغربي في المباراة الأولى بصفر نقطة، ليتذيل بذلك ترتيب مجموعته ويحكم على "الأسود" بمواجهة الطموح العاصف ل "صقور الطوغو" والقوة الثابتة ل "فيلة الكوت ديفوار" بخيار الفوز، كتحصيل حاصل لظروف الاستعداد وحيثيات اختيار الأسماء النهائية، التي أكد رونار أنه سيتحمل مسؤوليتها كاملةً داعياً الجميع إلى السكوت إلى حين انتهاء "المغامرة" القارية. وجَرّت الطريقة التي دبر بها "الثعلب" الفرنسي مباراة الكونغو الديمقراطية الانتقادات على فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أيضاً، باعتباره المسؤول الأول عن خياره المفاجئ قبل عام تقريباً، عندما أقال بادو الزاكي لغرض في نفس يعقوب، قاطعاً بذلك سلسلة النتائج الجيدة التي كان يحققها المنتخب في عهدة الرجل الذي استطاع بعد فترات فراغ طويلة أن يعيد الاستقرار والانضباط إلى المجموعة، وينصب مكانه هيرفي رونار الذي أعاد خلط كل الأوراق المرتبة، ليبدأ في رسم نهاية تعيسة لمسار إفريقي مثقل بآمال المغاربة. وفي ظل هذه المعطيات، بات لقجع ورونار في نفس كفة مسؤولية ما سيؤول إليه مصير المنتخب المغربي في "الكان"، وأمسيا يتمنيان الخروج بثلاث نقاط في مباراة الغد أمام الطوغو أكثر من أي شيء آخر، ليتسنى لهما امتصاص غضب الشارع المغربي الذي بدأ في تركيب أحرف كلمة "ارحل" في وجه الجامعة والطاقم التقني للمنتخب المغربي، ومعها الإدارة التقنية برئاسة ناصر لاركيط.