فتحت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال السنتين الأخيرتين مباشرة بعد تنصيب فوزي لقجع، رئيسا جديدا للFRMF خلفا لعلي الفاسي الفهري، مجموعة من الأوراش والمشاريع، أملا في المساعدة على تطوير مستوى اللعبة في المغرب وتسهيل الدخول في الاحتراف الحقيقي، غير أنها نسيت أو تناست فتح ملف تمثيلية الأندية المغربية داخل الجهاز الوصي على اللعبة، وهو الأمر الذي بات يخلق ضجة كبيرة في الوسط الرياضي ويعرقل السير العادي لنشاط البطولة، بالنظر إلى الاحتجاجات المتتالية لجماهير بعض الأندية، والتي تتهم أعضاء جامعيين بتغليب كفة فرقهم على حساب أندية أخرى. إشكالية تَكوُّن المكتب المديري لجامعة الكرة والعصبة الاحترافية من رؤساء أندية وطنية، يشرفون على تحضير "الأجواء السليمة" للمنافسة في بطولة ينتمون إليها عبر الأندية التي يسيرونها، طفت على السطح من جديد، عبر الاتهامات التي وجهها محمد بودريقة إلى الجهازين المذكورين، "بكونهما متورطين في تغليب كفة أندية على حساب أخرى، والتخطيط لمنح لقب الدوري لفريق معين"، حسب زعم بودريقة، المستقيل من مهامه في الجامعة. وشدد يحيى السعيدي، الباحث المغربي في القوانين الرياضية، أنه لا يحق بتاتا لمسؤولين داخل الأندية الرياضية، تشكيل أو الانتماء إلى المكاتب المديرية المسيرة للمنافسات، حسب ما ينص عليه القانون في المادة 23 من قانون التربية البدنية والرياضة 30.09، مشيرا إلى أن هناك خلطا وخطأ جسيما في فهم مضامين المشرع المغربي، الذي تحدث عن انتماء مسيري الأندية للجهاز المسير لهذه الرياضية كمصوتين وأشخاص معنويين وليس مرشحين أو مسيرين. وأضاف السعيدي في تصريح خص به "هسبورت" أنه من غير المقبول السكوت على مثل هذه الأمور، متهما الجامعة والوزارة الوصية على اللعبة بخرق القانون، مردفا: "حالة التنافي والجمع بين سلطتين متقاطعتين موجودة بقوة في جامعة الكرة والعصبة الاحترافية"، متسائلا "كيف بالإمكان ضمان تسيير شفاف ونزيه لمجريات الدوريات الوطنية في ظل غياب مكتب مديري محايد وغير منتم إلى المكاتب المسيرة للأندية الوطنية". وأكد الباحث في القوانين الرياضية أن من المبادئ الأساسية والأمور المتعارف عليها في الاتحاد الدولي لكرة القدم هو احترام الحياد في الانتخابات، وعدم تداخل عمل المسير الرياضي داخل النادي مع الجهاز الكروي المنتمي إليه، موضحا أن المشاكل التي سقطت فيها كرة القدم الوطنية كانت وستبقى إلى الأبد، إذا لم تتحرك الجامعة ووزارة الشباب والرياضة لفرض واحترام القانون.