في وقت نفى فيه كل من الناخب الوطني بادو الزاكي ومساعده مصطفى حجي كل الأخبار التي تم تداولها حول نشوب خلاف بينهما، أو على الأقل وجود تباين كبير في وجهات النظر والطريقة التي يجب اعتمادها في تسيير وتدبير مباريات الفريق الوطني، وكذا نوعية اللاعبين الواجب وجودهم ضمن لائحة المنادى عنهم للمباريات، كشفت مصادر أخرى وثيقة الاطلاع أن الأجواء داخل الطاقم التقني للمنتخب غير سليمة. وعبرت المصادر ذاتها منذ فترة عن قلقها حول الوضع داخل مطبخ الإدارة الفنية ل"الأسود"، علما أن مصطفى حجي كان قد عبر في أكثر من مناسبة ومنذ المباراة الرسمية الأولى للزاكي على رأس المنتخب أمام ليبيا عن عدم رضاه عن مجموعة من الأشياء، قبل أن يعيد التصريحات نفسها بعد المستوى الذي ظهر به المنتخب أمام ساوتومي برسم تصفيات "الكان" رغم الفوز بثلاثية. ولم تتدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشكل حازم، رغم علمها منذ فترة بما يدور داخل الطاقم التقني، لإيقاف سم الخلاف، الذي من شأنه وربما قد تسرب فعلا إلى اللاعبين، بالنظر إلى انخفاض الأداء مباراة بعد أخرى، انطلاقا بمباراة ليبيا وصولا إلى مباراة غينيا الاستوائية، التي واجه خلالها الفريق الوطني صعوبات جمة قبل اقتناص بطاقة العبور إلى دور المجموعات المؤدية إلى نهائيات كأس العالم 2018 المقرر إجراؤها في روسيا. وعلى الرغم من عدم تعاطي الإعلام الوطني بشكل كبير مع الموضوع في فترة سابقة، لتزامن ذلك مع مباريات رسمية وحاسمة للمنتخب في إقصائيات كأسي إفريقيا والعالم، إلا أن الوضع قد بات جد دقيق، خصوصا وأن مصادر "هسبورت" ذاتها، أوضحت أن حجي أصر في أكثر من مناسبة على مغادرة الطاقم التقني وهو ما رفضه مسؤولو الجامعة بشدة. ويبدو أن الجامعة الوصية على اللعبة في المغرب قد اعتادت على سياسة "تطييب الخواطر"، كما كان عليه الشأن في خلاف الزاكي وعزيز بودربالة، حين استفاد هذا الأخير مما يقارب رواتب 10 أشهر، دون القيام بأي عمل، نظير التزامه الصمت وابتعاده عن محيط المنتخب بتوصية من الزاكي، ثم احتواء خلاف حجي والناخب الوطني دون حله بشكل نهائي وبقرار جريء وحكيم، ليظل الخاسر الأكبر هو الجمهور المغربي، من خلال استنزاف المال العام في الحالة الأولى، وإحباط آماله في بناء منتخب قوي، سمته الأساسية الانسجام والتلاحم بين كل مكوناته في الحالة الثانية.