اقتَضَى البرُوز فِي حلةٍ ترضِي الزوَار، أنْ تظلَّ أكادير مهيئة نفسها، حتَّى ساعاتٍ قليلة، قبيل انطلاق المباراة الأولى فِي مونديال الأنديَة، فبينَ مكانسَ فِي أيدِي عمَّال النظافة، وسياراتٍ للأمن تجوب المدينة، كان استعدادُ عاصمة سوس لعرسها الرياضي، ومالكُو الفنادق والبازارات، يفركون أيديهم، ترقبًا لانتعاش، قد تشهدهُ الأيام المقبلة، فيما لا تزَال الأمور بوتيرتها المعتادة حتَّى الآن. نسبة الملء فِي فنادق أكادير لا تزال فِي حدود المألوف، وفقَ ما أكدهُ مسؤول بفندقٍ مصنفٍ، من أربعة نجوم فِي المدينة، قال إنَّه وبخلافِ ما كانَ متوقعًا، لم يحصل إقبالٌ ملحوظ من السياح والمشجعِين "لمْ نستقبلْ سوى عشرة أشخاص، من مصريين وآسيويين، جاؤُوا لأجل المونديال، ومن بين 208 غرفةً في الفندق، 36 منها هيَ المحجوزة، فيما الأخرى شاغرة، أيْ أنَّ نسبة الملء لم تتعدَ 17 بالمائة". رأيُ المسؤول الفندقِي، تشاطرهُ سيدة تديرُ بازارًا قرب الكورنيش، في المدينة، قالتْ في تصريحٍ لهسبريس، إنَّ تجارتها لم تشهدْ رواجًا غير ذاك الذي عهدته، رغمَ حينونة اليوم الأول من المونديال، بيدَ أنَّها تستدركُ بعقد الأمل على الأيَّام القادمة، على اعتبار أنَّ المونديال لا يزالُ في بدايته، وأنَّ المدينة قدْ تشهدُ توافد المشجعِين في الأيام القادمة، فيما لمْ يكن بالمحلِّ أيُّ زبون، وهيَ تتحدث إلينا. هدُوء أكادير لمْ يكن ليكسر رتابته إلا مشجعُو الرجاء، الذِين يندرُ أنْ تعبر شارعًا أوْ حيًا، أوْ ترتاد مطعمًا أوْ مقهَى، دون مصادفتهم، متدثرين برايات خضراء، أوْ ببذلاتهم الرياضيَّة، قدمُوا لمساندة فريقهم؛ مترفون منهم جاؤُوا في سياراتٍ خاصَّة، إناثًا وذكورًا، وآخرون عبر الحافلات، منهم من قضَى النهار بأكمله بالشارع وهو ينتظر ساعة المباراة الحاسمة. وفيما كانَت سياراتٌ تلجُ إلى محيط ملعب "أدرار"، صباح اليوم، لمسؤولين، وَصحفيين أتوْا لاستصدار بطائق الاعتماد، التي تسمحُ لهم بتغطية الحدث، كانَ رجالُ الأمنِ منهمكِين فِي تهييء خيولهم، التِي جيءَ بها إلى المكان، في اليوم الأول، مثبتين على ظهورها ما يعلُوا حوافرها شارة "الأمن الوطنِي"، وَغيرَ بعِيدٍ عن سيارةٍ تقدمُ الوجبات الخفيفة، في المكان البعيد عن مركز المدينة، دون أنْ يمنع البعد الجمهور من قصدهِ منذُ الصبَاح. تذكرةُ دخول المباراة الأولى في المونديال، ليستْ بالشيءِ الصعبِ المنال فِي أكادير، مائة درهم، أوْ مائة وخمسُون، مبلغُ كافٍ لابتياعِ واحدةٍ منها، يعرضها البعض فِي الشارع، وأملٌ الرجاويِّين معقودة على نصرٍ كروِي، فيما يصبُو تجارُ المدينة وفندقيُّوها، إلى رواجٍ يحققُ ما منَّوْ ا به أنفسهم من ربحٍ، وهمْ ينتظرون المونديال بعاصمة سوس.