منتشياً بثلاثية تاريخية مع فريق برشلونة، يقود نيمار منتخب البرازيل في النسخة ال44 من بطولة كوباأمريكا في تشيلي يحدوه الأمل في محو الذكرى السيئة عن السيليساو بعد هزيمته المذلة أمام ألمانيا 1-7 في نصف نهائي كأس العالم الأخيرة رغم غياب النجم الشاب عن تلك المباراة للإصابة. ويحمل نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور -المولود في ساو باولو في الخامس فبراير 1992- على عاتقه قيادة البرازيل نحو تحقيق اللقب التاسع في البطولة الأعرق في العالم عندما تنطلق صافرة الحكم لافتتاح مشوار السامبا القاري أمام بيرو في 14 يونيو. وبعد تألق ملفت مع برشلونة الموسم المنصرم سجل خلاله 39 هدفا يعول المدير الفني كارلوس دونجا والبرازيليون كثيرا على نجمهم الشاب الذي ارتدى قميص المنتخب الأول للمرة الأولى في 2010 وهو في عمر ال18 عاما. بدأ نيمار مسيرته مع فريق سانتوس البرازيلي للشباب عام 2003 بعد أن قادته الصدفة لفريق كرة القدم، حيث كان يهوى في البداية كرة الصالات (كرة القدم الخماسية)، إلى أن تم تصعيده للفريق الأول في 2009 وسرعان ما لفتت موهبته الأنظار إليه. حقق مع سانتوس ستة ألقاب شملت ثلاثة كؤوس لدوري ولاية ساو باولو (2010 و 2011 و 2012) وكأس البرازيل (2010) وكأس ليبرتادوريس (2011) وكأس ريكوبا سودأميريكانا (2012). ومن بين عدة عروض أوروبية وتحديدا في صيف 2013 حط نيمار الرحال في برشلونة الإسباني لتتبلور الموهبة المتفجرة كرويا رغم أن الصفقة أثارت حولها الكثير من الجدل ما زالت أصداؤه قائمة حتى الآن على خلفية تلاعب مالي، أطاحت برئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل وما زال القضاء الإسباني ينظر في القضية. لم يحقق نيمار في أول موسم له مع برشلونة النجاح المأمول سوى مساهمته في الفوز بكأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيكو مدريد وتسجيل 15 هدفا في 41 مباراة. لكن في الموسم التالي بقميص البلوجرانا نفض نيمار الغبار عن موهبته ليشكل ثلاثياً مرعباً بجوار الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوائي لويس سواريز في أول موسم له، ليقود الفريق الكتالوني لتحقيق الثلاثية بالفوز بلقب الليجا وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا. على الصعيد الدولي بدأ نيمار مشواره عام 2009 في بطولة العالم للشباب تحت 17 عاما في نيجيريا ثم بطولة أمريكا الجنوبية للشباب تحت 20 عاما في بيرو التي فازت بها البرازيل وحصل فيها على لقب الهداف (9 أهداف في 7 مباريات). كما شارك في بعثة منتخب البرازيل لكرة القدم في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012 ليكتفي بالميدالية الفضية بعد خسارته المباراة النهائية أمام المكسيك 1-2. وفي أغسطس/آب 2010 ينال نيمار شرف تمثيل بلاده مع المنتخب الأول للمرة الأولى عندما يستدعيه المدرب الجديد آنذاك مانو مينزيس لودية أمام الولاياتالمتحدة حيث لم يخيب الآمال وقاد الفريق للفوز بهدفين دون رد حمل الأول توقيعه بضربة رأس متقنة. بعدها شارك في كوباأمريكا 2011 بالأرجنتين لكن منتخب راقصي السامبا خرج من دور ربع النهائي أمام باراجواي بركلات الترجيح. وبلغت مشاركات نيمار الدولية بقميص السليساو 62 مباراة سجل خلالها 43 هدفا ليصبح خامس هداف في تاريخ البرازيل خلف الأسطورة بيليه (77 هدفا) ورونالدو (62)، وروماريو (55) وزيكو (48). ولعل اللقب الأهم دوليا في مسيرة نيمار هو فوز منتخب بلاده ببطولة كأس العالم للقارات 2013 على أرض البرازيل بعد الفوز على إسبانيا بطلة أوروبا والعالم آنذاك بثلاثية نظيفة بقيادة المدرب السابق لويز فيلبي سكولاري حيث سجل أربعة أهداف ونال جائزة أفضل لاعب. وجاء الدور على ابن ساو باولو في مونديال 2014 لتعقد الجماهير عليه الآمال في حلم التتويج باللقب السادس غير أن مرارة الخروج من نصف النهائي بصورة مهينة أمام ألمانيا 1-7 ما زالت غصة في حلق نيمار الذي شاءت الأقدار أن يغيب عن تلك الموقعة بعد تعرضه لإصابة أمام كولومبيا في ربع النهائي، ورغم فداحة الإصابة إلا أنها خففت عنه حدة الانتقادات التي طالت باقي أعضاء الفريق بعد ذلك. وإذا حالف الحظ أبناء السامبا للفوز بلقب كوباأمريكا، قد ينتقل نيمار من دور الفتى المراهق، الذي تلهث وراءه شركات المراهنات والإعلانات، إلى مصاف أساطير البرازيل أمثال بيليه وزيكو ورونالدو.