أعادت ما سماها البعض "فضيحة أخلاقية" كان بطلها لاعبان من نادي الرجاء البيضاوي، عندما انتشرت صورهما في مواقع التواصل الاجتماعي في مشهد من القبل رفقة فتيات، خلال المعسكر الإعدادي للفريق باسبانيا، موضوع فضائح لاعبي الكرة بالمغرب إلى الواجهة. وسواء كانت الصور المنتشرة حقيقية، أو أنها التُقطت في سياق مختلف، أو تم الترويج لها لأهداف معينة، فإنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها لاعبون مغاربة في مشاهد "ساخنة"، فقد ثارت ضجة عارمة قبل أقل من 3 سنوات حول "تورط" لاعب من نادي الوداد البيضاوي في محادثة جنسية مع فتاة عبر الانترنت. متهمون أم أبرياء وفي الحالتين معا بالنسبة للاعبيْ الرجاء أو زميلهما في الوداد، فإن الأطراف المعنية بهذه "الفضائح الجنسية" التي خرجت للعموم نفت جملة وتفصيلا ما وقع، وعزت الصور المنتشرة إلى حسابات ضيقة، معتبرة أن الاتهامات باطلة ترنو فقط إلى الإساءة إلى اللاعبين. في حالة لاعب الرجاء ظهرت زوجته في صور تداولتها مواقع وصحف مغربية قالت إنها توجهت إلى الفندق الذي يقيم فيه الفريق واصطحبت معها ابنتيها، والتقت بالمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة، وأكدت له أن الاتهامات الموجهة لزوجها تسعى للنيل منه، وتحطيم صورته لدى الجماهير المغربية. أما لاعب الوداد فقد نفى أي سلوك جنسي فاضح قام به إزاء فتاة عبر الانترنت، حيث لم يتعد الأمر دردشة عادية مع فتاة عبر مواقع التواصل، معزيا ما حصل إلى أنه نتيجة لحساسيات خاصة بين جمهوري الوداد والرجاء، خاصة أنه حينها كان الإعداد لديربي بالبيضاء. وليس لاعبو نوادي البيضاء وحدهم من "تورطوا" بشكل أو آخر في "فضائح أخلاقية"، بل امتد الأمر إلى لاعبيْن في النادي المكناسي، سبق أن ضبطا معا قبل مدة خلت، في حالة تلبس رفقة سيدتين متزوجتين، ليتابع الجميع بتهم الفساد والخيانة الزوجية والمشاركة فيها. وتناقلت مواقع إخبارية، منذ مدة خلت أيضا، ما حدث للاعب مغربي يزاول في أحد نوادي البطولة الاحترافية، حيث كان يتردد على فندق بذات المدينة التي ينتسب إليها النادي، برفقة بعض بائعات الهوى، ليحصد جراء ذلك غضب المدرب وإبعاده من حساباته التكتيكية. قلة أدب؟ "هذه السلوكيات لم تكن في عهد اللاعب المغربي في سنوات سابقة، فإلى حدود سنوات الثمانينيات والتسعينيات أيضا لم نكن نسمع عن مغامرات جنسية للاعبي كرة القدم بالمغرب، بخلاف عدد من لاعبي الجيل الحالي" يورد لاعب دولي سابق فضل عدم الكشف عن هويته. وتابع اللاعب السابق، في تصريحات لهسبريس، بأن مثل هذه التصرفات من لدن بعض اللاعبين المغاربة الشباب قد يعود إلى ضعف مراقبة النادي"، مضيفا أنه في زمن مضى كان النادي بمثابة الأسرة والمدرسة، حيث كانت الصرامة والانضباط سائديْن، بينما في الوقت الحالي صار اللاعب مدللا دون متابعة من طرف مسؤولي ناديه". وأكمل المصدر حديثه بأن عددا من لاعبي هذا الجيل يميلون أكثر إلى الطيش وتجريب متع الحياة، خاصة أنها باتت تتيح لهم ما لم يكن متاحا من قبل للاعبي الكرة أيام علال بنقسو أو فرس أو عسيلة، ولا حتى أيام الظلمي والزاكي، ما يجعلهم عرضة أكثر لمنزلقات خطيرة" وفق تعبيره. ولم يتردد اللاعب الدولي السباق ذاته في وصف ما شاهده من صور وتصرفات يقوم بها لاعبون من المفترض أن يكونوا قدوة للأطفال الصغار في عالم الكرة المستديرة، بأنها "قلة أدب ووقاحة" يتعين البحث عن مسبباتها للحد من وجودها، ولم لا معاقبة من يشوه أخلاق كرة القدم". حرية شباب وبالنسبة للباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، فإن انتشار صور للاعبي كرة القدم وهم في لحظات حميمية لا يعني أن كل لاعبي الكرة يفعلون ذلك، فمنهم من تعرض لتصفية حسابات، ومنهم من فعلا ضُبط متلبسا بذلك، ومنهم من يمارس حياته بعيدا عن التلصص وأعين الفضوليين". وأكدت الباحثة أن المشكلة ليست في ممارسة اللاعبين لحياتهم الخاصة، والتي يقتحمها البعض بداعي الفضول أو لتوريطهم في "فضائح" جنسية، إما لزيادة مبيعات الصحف أو رفع عدد زوار المواقع، وغنما المشكلة في مدى احترام المجتمع لحياة الآخرين، كانوا لاعبين أو غيرهم". ولفتت المتحدثة إلى أن هناك فرق رئيس موجود بين ما يشاع أو ينشر عن بعض لاعبي كرة القدم وهم يقبلون فتيات أو يضبطون في حركات جنسية مع فتيات، أو يدخنون الشيشة في سهرات ليلية خاصة، وبين أشخاص آخرين قد يفعلون مصائب أكبر". وتشرح العوفير أن الناس العاديين قد يتصرفون ويقومن بأفعال يصنفها البعض بكونها خادشة للحياء وفق ما يحلو لهم دون رقيب ولا جسي، ولا حتى أدنى عتاب، بينما اللاعبون يكونون غالبا عرضة للأضواء، وتحركاتهم أكثر متابعة من غيرهم، فيسقطون ضحية الإعلام والفضول وعدم احترام حرية الغير".