بات مستقبل فريق الوداد البيضاوي يشغل بال متتبع الشأن الكروي المحلي، وإن كان مخالف الإنتماء، خاصةً في ظل الظروف التي بات يعيشها البيت الأحمر، والتي طفت على السطح في الموسم الماضي. بطولة واحدة، نهائيات، فشل إداري وتسييري، "أكرم إرحل" في كثير من الأحيان، ديون أثقلت كاهل الفريق، وعزوف لجماهير تعشق الأمجاد، ثم اعتداءات عصفت بشموخ الوداد.. هكذا أعاد عبد الإله أكرم، في سبع سنوات، تدوير تاريخ وداد نسبها إرثها للأمة، ليصبح الفريق الأعرق في المغرب، مجرداً من هويته خلال المواسم الأخيرة.. فهل يُبعث المجد الأحمَر في عُهدة الرّفيق الأَسمر؟ "بالماريس" الوداد في عهد أكرم خلال السنوات السبع الأخيرة، التي كان فيها عبد الإله أكرم رئيساً للوداد البيضاوي، لم يعتل الفريق الأحمر منصة التتويج سوى مرةً واحدة، عندما أحرز لقب البطولة الوطنية في موسم 2009-2010. وبالمقابل، فقد تألق الوداد البيضاوي عربياً وإفريقياً في النصف الأول من ولاية عبد الإله أكرم، حتى أن الفريق أعلن نفسه ملكاً للنهائيات، لكن دون الوصول إلى "بوديوم" التتويج. فقد إستطاع الوداد البيضاوي الوصول إلى نهائي كأس أبطال العرب في مناسبتين، 2008 و2009، وخسر على التوالي أمام كل من نادي وفاق سطيف الجزائري، والترجي الرياضي التونسي، هذا الأخير حقق الفوز على الفريق الأحمر مرةً أخرى في نهائي دوري أبطال إفريقيا قبل ثلاث سنوات. ديون "مليارية" ترحب بالخليفة ستكون الديون "المليارية" التي يعاني منها منها الوداد البيضاوي أول مرحب بخليفة عبد الإله أكرم في الرئاسة، حيث سيكون الربان الجديد للسفينة الحمراء مطالباً بسداد مبالغ مهمة لعدة جهات، حيث حكم الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لصالح المدرب السابق للفريق، الإسباني بينيتو فلورو، بالحصول على ما يقارب 400 مليون سنتيم، إضافةً إلى المدير التقني السابق للفريق، رفاييل حميدي، الذي يدين للوداد بما يقارب 300 مليون سنتيم، ثم إتحاد جدة السعودي الذي ينتظر الحصول على 400 مليون سنتيم من صفقة انتقال الكونجولي فابريس أونداما، فضلاً عن مصارف التكوين التي من المفترض أن يدفع الفريق لمجموعة من الأندية الوطنية، بعد دمه لكل من وليد الكرتي من أولمبيك خريبكة، وأنس أصبحي من الرجاء البيضاوي، وعمر عاطي الله من المغرب الفاسي، ومحمد السعيدي من أكاديمية محمد السادس، وغيرهم. الناصيري يزف الليلة رئيساً للوداد في غياب المنافسين يعقد الوداد البيضاوي جامعة العام العادي مساء اليوم، لإنتخاب رئيس جديد يخلف عبد الإله أكرم، والذي من المتوقع أن يمر "بارداً "، بعد أن عبدت الطريق أمام سعيد الناصيري، نائب الرئيس، وتغييب المنافسين، ليدخل سباق الرئاسة وحيداً، بعد أن رفضت المحكمة البت في قضية الإنخراط التي رفعها إدريس الشرايبي، لينسحب هذا الأخير من السباق، بعد أن خذلته الجهات المعنية لإنصاف قضيته القابلة لل"تدويل". وشاءت الصدف أن يكون سعيد الناصيري، الذي لقي إنتقاداً كبيراً من طرف المنتخرطين بالفريق خلال الجمع العام الماضي للوداد رغم غيابه عن أشغاله، محملين إياه مسؤولية تدهور وضعية الفريق عقب نشوب خلاف بينه وبين عبد الإله أكرم، قبل أن يستعد المنخرطون نفسهم هذه الليلة لإنتخابه رئيساً جديداً للفريق، فهل يُبعث المجد الأحمَر في عُهدة الرّفيق الأَسمر؟