الهدف هو أسلمة الليبرالية وأخونة الحداثة وإدماج المكون الرجعي في الديمقراطية الاجتماعية. لقد أحسنت الاختيار يا اعتماد. ومن بين كل الأحزاب المغربية وقع اختيارك على الحزب الأجمل. الحزب الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان دون أن يتدخل أحد في طريقة لباسه. الحزب الذي يبدو المستقبل فيه مضمونا. الحزب الأثير. الحزب الذي يفكر أغلب المرشحين في الاستقرار فيه. الحزب الذي يبدو سهلا. الحزب الذي يبدو آمنا. الحزب الذي يبدو فيه المستقبل مضمونا. الحزب الذي تبدو الطريق فيه سالكة للوهلة الأولى. بينما كثيرون غرقوا فيه. دون أن ينالوا أي شيء. ومن ذوقك السياسي. ومن ذكائك. ومن متابعتك للموضة. وللأزياء. وللجديد في عالم السياسة. ولآخر التقليعات. ومن خرجاتك الإعلامية. فقد كنتُ متأكدا أن اختيارك سيقع على التجمع الوطني للأحرار. كنتُ أراهن على ذلك. كنت متأكدا أنك تجمعية الهوى. وأن دماء الأحرار تجري فيك. ورغم أنك. كما صرحت بذلك. كنت تميلين في وقت سابق إلى الاتحاد الاشتراكي. وكنت مدمنة على جريدته. لكن الإنسان ينضج. ولا يبقى شابا. وغرا. أبد الدهر. ولا يمكنه أن يبقى اتحاديا دائما. ولا يمكنه أن يقرأ في الوقت الحالي جريدة الاتحاد الاشتراكي. ولا يمكنه أن يكون اشتراكيا. مادام الاتحاديون أنفسهم لم يعودوا اتحاديين. وأنا أتفهم ذلك يا اعتماد. وأتفهم اختيار العقل الذي قمت به. وأحييك من هذا المنبر. فالقلب أعمى. القلب يرتكب كثيرا من الحماقات. القلب مجنون. ولست مجنونة كي تذهبي إلى ادريس لشكر. وقد يأخذك القلب إلى حزب الطليعة. أو إلى الاشتراكي الموحد. وقد يقودك قلبك إلى التهلكة. ولذلك فكرتِ جيدا. واخترت الحزب الأفضل. اخترت أفضل عرض سياسي. اخترت الحزب الذي يتمنى أي رحالة أن يستقر فيه. الحزب الذي ليست فيه حركة التوحيد والإصلاح. ولا حملة حجابي عفتي. ولا شيوخ يحملقون في هندامك. وفي عينيك. ويغضون الطرف. الحزب الذي يقبل الجميع بصدر رحب. الحزب الذي له خط سياسي مفتوح على كل الإيديولوجيات. الحزب المزركش كالفولارات التي تستعملينها. الحزب الملون. وحسنا فعلت. حين أخذت معك الأقرباء. وبعض المستشارين الجماعيين. وحسنا فعل "الليبراليون" المغاربة في التجمع الوطني للأحرار. حين استقطبوا نجمة إسلامية لا تجد أي حرج في أن تكون زوجة ثانية. نجمة قالت بعظمة لسانها إن عليها طلبات كثيرة بسبب جمالها. ومعك سيجربون أسلمة الليبرالية. وأخونة الحداثة. وإدماج المكون الرجعي في الديمقراطية الاجتماعية. ولذلك وقع اختيارك على الحزب الأوسم والتحقت به. فلا تهتمي يا اعتماد بالعذال. وبالإخوة المتزمتين والمنغلقين الذين ينتقدونك في العلن. بينما هم في الحقيقة يغارون منك ويحسدونك في قرارة أنفسهم. وصدقيني. فأي عضو في العدالة والتنمية. وأي وزير. يتمنى أن يلتحق هو الآخر بالتجمع الوطني للأحرار. وليس العدالة والتنمية فحسب. بل كل الأحزاب وكل القواعد. وكل القيادات. وكل المغاربة. كلنا نتمنى أن نلتحق بالتجمع الوطني للأحرار. والفرق بيننا وبينك هو أنك أكثر وضوحا منا. وأكثر واقعية. ونضجا. والطلبات عليك كثيرة. كما قلت بعظمة لسانك.