هذه السيدة عبارة عن خلطة عجيبة. هذه السيدة منفتحة. ومنغلقة. في نفس الوقت. هذه السيدة حداثية وتقدمية ورجعية في الآن نفسه. هذه السيدة أصيلة ومعاصرة. هذه السيدة ترفض توظيف الدين في السياسة. وحين اختارت الحزب الذي ستلتحق به. انضمت إلى حزب العدالة والتنمية. ودافعت طويلا عن أفكاره. وعن توظيفه للدين في السياسة. هذه السيدة نموذج لنهاية السياسي في المغرب. هذه السيدة دليل على اللخبطة التي نعيش فيها. هذه السيدة تحفة. هذه السيدة رمز لمرحلة اختلط فيها كل شيء بكل شيء. هذه السيدة عنوان لما وصلنا إليه. هذه السيدة استطاعت أن تفهم العالم. هذه السيدة سريعة الاندماج والتأقلم. هذه السيدة ومن إجاباتها يمكن أن تعرف أين مكمن الأزمة. هذه السيدة لا يهمها مع من هي. هذه السيدة أفضل شرح لهذا النفور العام من السياسة. هذه السيدة ممثلة لجيلها. هذه السيدة لا تعبر عن نهاية الإيديولوجيات. بل عن ذوبانها في بعضها البعض. هذه السيدة سريعة الذوبان. هذه السيدة ضد اليسار وضد اليمين وضد ما بينهما. هذه السيدة مع اليسار ومع اليمين ومع ما بينهما. هذه السيدة محافظة جدا. وحداثية جدا. هذه السيدة مغربية. ومن هذا المغرب الجديد بالضبط. هذه السيدة ضد مبدأ اختلاف الأفكار وصراعها السلمي في السياسة. هذه السيدة لا ترى فرقا بين الأحزاب. هذه السيدة تبدو مقتنعة أن كل أبناء عبد الواحد "واحد" هذه السيدة كل الأحزاب لها. هذه السيدة تضع كل الأحزاب في سلة واحدة. هذه السيدة. من يعرف أي قيم تدافع عنها هذه السيدة. هذه السيدة عجيبة. هذه السيدة فيها من كل فن طرف. هذه السيدة ابنة وقتها. هذه السيدة مستعدة للذوبان في كل الأحزاب. هذه السيدة التي اسمها اعتماد الزاهيدي صرحت في حوار أجرته معها جريدة الأخبار أنها لا تجد أي حرج في أن تكون زوجة ثانية. هذه السيد عجيبة حقا. هذه السيدة مكانها الطبيعي في العدالة والتنمية. هذه السيدة ضد المساواة في الإرث. هذه السيدة لا لون لها ومستعدة أن تصبغ بأي لون سياسي. هذه السيدة قالت في وقت سابق إنها أقرب إلى الاتحاد الاشتراكي. ويتجلى ذلك في استعدادها لأن تكون زوجة ثانية. هذه السيدة إخوانية يسارية حداثية رجعية تقدمية ماضوية. هذه السيدة اخترعت السياسة من جديد. هذه السيدة أفرغت السياسة من مضمونها. هذه السيدة قالت لجريدة الأخبار إنه كان عليها "طلبات كثيرة" بسبب جمالها. هذه السيدة يجب أن تدرس ظاهرتها. هذه السيدة بمثابة حالة. هذه السيدة عينة على المغربي والمغربية اليوم. هذه السيدة تدل على الخواء العام. وعلى موت السياسة. هذه السيدة توظف الفراغ لصالحها. هذه السيدة مثال للمغربي والمغربية اليوم. هذه السيدة يتحمل مسؤوليتها حزب العدالة والتنمية. هذه السيدة موجودة اليوم في كل الأحزاب. ولا فرق بالنسبة إليها بين العدالة والتنمية. وبين الاتحاد الاشتراكي. وبين الحركة الشعبية. وبين التجمع الوطني للأحرار. وبين النهج الديمقراطي. وبين التقدم والاشتراكية. وبين الاتحاد الدستوري. وبين الاتحاد الزموري للخميسات. إنها مجرد أحزاب. والشاطر هو من يوظفها لصالحه. هذه السيدة الأحزاب هي التي تناضل فيها. هذه السيدة هي نموذج للفرد الذي يوظف الجماعة لصالحه. هذه السيدة تؤكد أننا نعيش عصر الفرد. الفرد الأكبر من الحزب. الفرد الذي يحب نفسه. ويخدمها. الفرد الذي يحب النجاح. الفرد الذي يلتحق بأقرب حزب إلى بيته. هذه السيدة تؤكد أن لا دور للأحزاب في المغرب اليوم. أو أنها بالأحرى تلعب نفس الدور. ومتشابهة. وأي حزب يمكنك الانضمام إليه دون أن تشعر بالغربة. ودون أن تشعر بأنك التحقت بخصمك الإيديولوجي. وكما الفرد فارغ من الداخل. فالأحزاب بدورها فارغة من الداخل. ومجرد قالب يمكنك أن تملأه بأي شيء. وبأي فكرة. وبأي إيديولوجيا. فتختار اعتماد الزاهيدي بين الأحزاب. وأيها يليق بها. وتخلق الإثارة والتشويق. ولا تعلن عن الحزب الذي ستذهب إليه. وتجعلهم يتنافسون عليها. هذه السيدة تسخر في عبها من كل الأحزاب. ومن السياسة. ومن الديمقراطية على الطريقة المغربية. ومن الانتماء. ومن الأفكار. هذه السيدة مزيج من الإيديولوجيات. هذه السيدة في حقيقتها عدمية. هذه السيدة أمثالها كثر في الوقت الحالي. ولا تهمهم أفكار. ولا تهمهم توجهات سياسية. ولا يهمهم إلا من يساعدهم على النجاح. هذه السيدة من أجلها صنع الله الأحزاب. لتختار بينها. وترمي هذا الحزب. وتدير ظهرها لذاك. وتدخل في الثالث. ولا فرق. كلها. كل الأحزاب مفتوحة لتدخلها اعتماد. هذه السيدة فائقة الذكاء. هذه السيدة لا يهمها ماض. ولا صراع. ولا تاريخ. بل اللحظة. هذه السيدة لحظوية. هذه السيدة عفريتة. فمن من هذا الحزب الحداثي الليبرالي الذي سيكون له شرف أن تلتحق به سيدة تقبل أن تكون زوجة ثانية. من هذا الحزب اليساري من سيفوز باعتماد الزاهيدي من هذا الحزب الذي لا مبدأ له من هذا الحزب الفارغ من هذا الحزب الأجوف من هذا الحزب المحظوظ الذي ستناضل فيه اعتماد الزاهيدي من هذا الحزب المتناقض من هذا الحزب عديم اللون من هذا الحزب الذي يمثلها من هذا الحزب الذي فيه كل تناقضاتها من هذا الحزب الذي لا يؤمن بالأحزاب وباختلافها من هذا الحزب-الصفحة البيضاء. من هذا الحزب الفارغ. من هذا الحزب الذي بمقدوره استيعاب كل تناقضات اعتماد الزاهيدي ففيها كل المغاربة. وفيها نهاية السياسة. وفيها نهاية الأفكار. وفيها كل الإيديولوجيات. وفيها كل القيم المتناقضة. وفيها زوجة أولى. وثانية. وربما ثالثة. وربما رابعة. والكل كان يخطب ودها في حزبها السابق والكل كان يطلب يدها في العدالة والتنمية. والكل كان يريدها له. الكل كان يتنافس عليها وكما الرجال كما الأحزاب لا فرق لا فرق بالمرة فكل الأحزاب المغربية لك يا اعتماد.وما عليك إلا أن تختاري ما تشائين منها. واختاري اليمين أو اليسار اختاري الأحرار أو البام لا فرق لا فرق يا اعتماد كل التيارات لك. وما عليك إلا أن تلونيها باللون الذي تفضلين. لا فرق بين الخطاب السياسي وبين الخطاب لا فرق أبدا لدى اعتماد الزاهيدي. فمن سيفوز بها من سيفوز بصفقة الموسم من ستختاره اعتماد الزاهيدي من هذا الحزب المحظوظ من هذا الحزب الوسيم. من فارس أحزابها.