سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما أغبى الفرنسيين وسياستهم وأحزابهم مقارنة بالمغرب ! في الدول الغربية المتخلفة يتحدثون عن اليمين والوسط واليسار، بينما نحن تجاوزنا هذا الاصطفاف الإيديولوجي ولا يشغل عقلنا السياسي إلا عودة عزيز أخنوش
ما أغبى الفرنسيين وسياستهم وأحزابهم. مقارنة بما يحدث في المغرب تعيش فرنسا عصور الانحطاط السياسي. فمازالوا في فرنسا يتصارعون حول اليمين واليسار والوسط، وكل طرف يصطف ويختار توجهه، بينما نحن في المغرب قطعنا منذ عقود طويلة مع الإيديولوجيات. شيوعيونا يتحالفون مع إسلاميينا وليبراليون ولا حرج. ويذهبون إلى موسكو ويحضرون سنويا حفل ليمانيتي واشتراكيونا يقبلون بكل الإيديولوجيات وكل الأحزاب، لكن لا أحد يقبل بهم للأسف، ولا أحد يثق فيهم. الكل يرفضهم. ولا اليمين صار يرغب في التحالف مع الاتحاد الاشتراكي ولا الوسط. وكل شيء مختلط بكل شيء في المغرب. وليبراليونا يمكنك أن تضعهم في أي قالب فيذوبون فيه. لا مشكل أبدا في المغرب. وهناك سلاسة إيديولوجية. وحتى "بلوكاجنا" حاشا لله أن تكون له علاقة بالمواقف والأفكار والإيديولوجيات، أو باليمين والوسط واليسار. هذه كلها مخلفات الماضي ومرتبطة بالغرب المتخلف والدول التي نصفها خطأ بالمتقدمة، وخاصة فرنسا. فبلوكوجانا لا يشبه بلوكاج دولة متخلفة أخرى مثل إسبانيا ولا علاقة له بموضة اليسار واليمين القديمة. بل بعودة عزيز أخنوش. وملح السياسة المغربية وحلاوتها أن عزيز أخنوش ما أن يعود حتى يذهب مرة أخرى، فيجلس بنكيران في بيته ينتظره. ويستمر البلوكاج ويستمر التشويق وما يراه البعض موتا للسياسة في المغرب هو حلاوتها إنها الخصوصية المغربية، بل العبقرية، التي اكتسبناها بفضل الأمن الروحي، وبفضل محمد زيان، وبفضل القطيعة التي أحدثها ملكنا الراحل الحسن الثاني مع الإيديولوجيات. ولنا أحزاب كثيرة ومصالحها هي هي، وكلها شقيقة لبعضها البعض، ولا شيء يميز هذا الحزب عن ذاك، وفي النهاية، وبعد الانتخابات، يتحالف الجميع مع الجميع. وهي كثيرة ليس بسبب حاجتنا إلى الأحزاب والاختلاف وإلى صراع الإيديولوجيات، بل لأننا كرماء. وكثرة أحزابنا ناتجة عن الكرم وليس لشيء آخر. أما فرنسا فمتخلفة في هذا المجال وشحيحة. ومازالت الأحزاب في هذا البلد الأوربي تتصارع في ما بينها، ومازالوا يضيعون وقتهم وجهدهم وأموالهم في الانتخابات التمهيدية. ومن علامات التخلف أنك ولكي تصوت أيها المواطن في الانتخابات التمهيدية الفرنسية الخاصة باليمين والوسط مثلا فعليك أن تدفع مقابلا ماليا قدره 2 أورو. وأي استغلال للمواطن الفرنسي هذا. أما في إنجلترا فقد دفع المتعاطفون مع الحزب العمالي أكثر من هذا المبلغ بكثير. والحال أن الأحزاب في المغرب هي التي تحرص على أن تمنح المواطن 20 أورو، لكنه مع ذلك لا يذهب إلى مكاتب الاقتراع ولا يصوت. لأنه هو الآخر مقتنع أن زمن الإيديولوجيات ولى. ولا فرق عندنا بين يمين ولا يسار ولا وسط. نحن شعب واحد وأمة واحدة وأسرة واحدة ولا فرق بيننا ولا بين أحزابنا ثم إن أولاد عبد الواحد كلهم واحد. ويؤسفني ما وصلت إليهم الديمقراطيات الغربية ويؤسفني حال فرنسا مقارنة بالمغرب فهذا يقول إنه وسط وهذا يقول إنه يسار الوسط وهذا أقصى الوسط وهذا يسار وهذا يمين وهذا يمين متطرف وهذا يمين بونابارتي وهذا يمين محافظ وهذا يمين دوغولي وهذا "ماكرون" الذي يقول إنه بين اليسار واليمين، أو أنه ليس يسارا ولا يمينا ونحن كمغاربة نضيع وقتنا وجهدنا بمتابعة ما يقع في فرنسا ونقرأ جرائدهم ونشاهد قنواتهم ونهتم بنقاشاتهم المتخلفة التي لا علاقة لها أبدا بواقع السياسة في المغرب المتقدم فلا أحد هنا يتحدث عن يمين ولا أحد يتحدث عن يسار لقد تجاوزنا هذه التفاهات بينما ما يميزنا أننا جميعا ننتظر عزيز أخنوش وعزيز أخنوش يظهر ويختفي.