نغفر لك كل شيء يا حسناء أبو زيد. ونقبل منك كل شيء. ونقبل منك حتى موقفك الغامض والملتبس من الحريات الفردية والذي لا يليق بيسارية. وبامرأة تقول إنها اتحادية. ونقبل منك لفك ودورانك حول هذا الموضوع. كما لو أنك مناضلة في حزب الاستقلال. أو في أي حزب يميني. ونقبل منك عبارات وجملا غريبة مثل رفضك لأن يكون “جسد المرأة في خدمة الإنسانية”. لكن ما نرفضه بالمطلق. وما لا يمكننا أن نسكت عنه أبدا. هو مطالبتك برحيل كاتبنا الأول. لا. لا. إلا هذا. إلا إدريس لشكر. وكما لو أنك نسيت أنك كنت في صفه. وأنك عولت عليه. وعول عليك. وقد يكون كاتبنا الأول قد خدعك. ووعدك بأن تكوني رئيسة للفريق. وفي الغد انقلب عليك. بينما هذا لا يسمح لك بأن تطالبيه بالاستقالة. وأن تقولي إنها ضرورية. وصراحة فقد صرت عدوة لنا بهذا الحوار الذي أجراه معك موقع هسبريس. ومن حقنا الآن أن نهاجمك في جريدة الحزب. التي كنت تكتبين فيها. ومن حقنا أن ننفي عنك كونك اتحادية. وأن نلمح إلى أنك دخيلة علينا. وجئت من حزب آخر. وجئت لتستفيدي منا. فهذه هي أخلاقنا. وهذه هي ثقافتنا الاتحادية الأصيلة. ومن يمس الزعيم. نشوهه. ونطرده. ونشوه سمعته. ونسحب منه عضويته. ونشكك فيه. هذا هو يسارنا المغربي. هذا هو فهمنا للاختلاف وللحوار داخل الحزب. لا. لا. لا يا حسناء. فنحن الآن نتصالح. وإدريس لشكر هو قائدنا وزعيمنا وهو صاحب المبادرة. وكي نثبت له أننا متصالحون وأننا صادقون وأننا معه فإنه من واجبنا أن نرد عليك. وأن نقود حملة ضدك. وكي تتأكدي أننا خلفه. وكي يتأكد هو بدوره من ذلك. وكي يتوقف عن الشك فينا. وكي يطمئن قلبه. وكي يكافئنا. فإنه علينا أن نبدو صارمين معك. واعذرينا يا حسناء. يا أختنا. فنحن في بداية المصالحة. وأغلبنا ظل خارح الحزب لسنوات. وأغلبنا عاش لأعوام في العراء. ومطرودا. فلا تنتظري منا “لايكا” في الفيسبوك. ولا إعجابا. ولا برافو حسناء. ولا تعليقا على الفيديو الذي في موقع هسبريس. وقد كنا نقول عنك أيقونة. لكن ليس الآن. وليس بعد المصالحة. وصراحة فقد أحرجتنا. وحتى نحن الذين واللواتي كن معك. سنعلنها دون تردد: إلا إدريس لشكر. إلا كاتبنا الأول. إلا قائد المصالحة. إلا زعيمنا. ويا ما انتقدناه. ويا ما اعتبرناه سبب كل المصائب التي حلت بنا. ويا ما عيرناه وشتمناه. لكننا اليوم متصالحون. ويجب أن نثبت له حسن نيتنا. ويجب أن نرد عليك. وعليك يا أختنا. يا حسناء. أن تتفهمي ذلك. وتتفهمي ما عانيناه. في وقت كنت أنت فيه مع إدريس لشكر. فتعالي تعالي يا حسناء تعالي لتتصالحي مع الكاتب الأول. تعالي إلى مقر الحزب. تعالي عند أروع قائد. تعالي فالزعيم ينتظرك. ومن أجل المصالحة. ومن أجل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. سينسى كل ما تلفظت له. وستعودين اتحادية من جديد. وسنسحب كل قلناه عنك. ونؤكد لك مرة أخرى أننا متشبثون به ولا زعيم لنا. ولا قائد إلا هو. ونؤكد لك أننا مضطرون إلى ذلك فماذا لو طردنا إدريس لشكر مرة أخرى وهل نعول إليك في هذه الحالة كي ترجعينا إلى حزبنا. وهل تضمنين لنا موقعا فيه. قولي. هل تضمنين لنا ذلك. لا. لا يا حسناء. لا. لا. ونقبل منك كل شيء. إلا المس بقيادتنا. ومع من تصالح يا حسناء لو استقال قولي قولي لنا يا حسناء مع من. مع من يا حسناء. قولي لنا. قولي.