لو كان في صحة جيدة. لو كان نوبير الأموي سليما معافى. كان سيطردهم جميعا في الغالب من بيته. كان نوبير الأموي سيضرب حسن نجمي على قفاه. كان سيركله. كان سيتبرأ منه. كان سيقول له “نتا ولد البلاد نتا”. كي تأتي ومعك ادريس لشكر. كان ظنه سيخيب في حسن نجمي. وكان سيعتبره قد خذله. وبعد كل هذه السنوات. وبعد أن انتهى كل شيء. تأتي يا حسن ومعك الصف الثالث. ياك. ياك. يا حويسين. ومعك الذي كان يشتغل مع عدوي في الحزب. ومن كان ينفذ المهام القذرة. وبعد أن لم أعد قادرا على الرد. ولا على حمل سبرديلتي وتسديدها إلى وجهك. وبعد أن هدني التعب. تأتي مبتسما لي ببلاهة. وواقفا خلف منفذ عمليات سمحمد اليازغي. وواقفا خلف جنراله. وتابعا له. ودون أن يرف لك جفن. ودون أي ذرة خجل تأتي بهم إلى بيتي. ويا لخيبتي فيك يا حسن نجمي. ويا لخيبة بن حمد وكل المناطق المجاورة فيك. وفي نهاية المطاف تتخلى عن الأهل والقبيلة والشعارات والعمال وتشتغل مع من طردني وحاربني. ولو كان نوبير الأموي في صحية جيدة لصرخ في وجههم: هاي هاي شوفو ديك البخوشة حتى هيا زعمات وجات عندي للدار. ولنعت كل هؤلاء الذي كانوا يبتسمون ابتسامة متصنعة في الصورة بالهيبوش. لكن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ليس مغفلا. وله من الدهاء ما يكفي. ولا يزور أحدا. ولا يتصالح مع أحد. إلا إذا كان منتهيا. ولا رد فعل له. ومأمون الجانب. ولا يدري ماذا يحدث حوله. ولا من يجلس إلى جانبه. وحين يقولون له هذا فلان. يريد ضربه. ولا يقوى على ذلك. وتخونه الصحة. ويرغب في شتمه. ولا يسعفه لسانه. وللتأكد من ذلك تملوا جيدا في الصورة. وانظروا إلى الحبيب المالكي. ومن قميصه الأبيض. ومن الكم المطوي. ومن السروال. ومن أناقته. فقد كان مطمئنا. كما لو أنه في نزهة. وكانت له ضمانات. من أن نوبير الأموي لن يضربه. ومن الفرح الطفولي البادي على الهمدي مزواري. ومن ضحكة عبد الحميد الجماهري المكتومة. ومن الحضور المتميز لبديعة الراضي ومن تظاهر الجميع بالجدية وبالتأثر فقد كان واضحا أنهم يمزحون وأن حسن نجمي هو من اقترح الفكرة على الحبيب المالكي فتجهز وتعطر بعد أن استحسنها وكافأ نجمي عليها ثم تهندم ودهن شعره بالبريانتين وجاء ادريس لشكر من الرباط ومعه فتيحة سداس فاجتمعت القيادة كلها واستقبلها نجل الأموي غيفارا ثم التقطت الصورة وكانت رائعة ومؤكدة على قدرة ادريس لشكر الفائقة على السخرية من العالم. ومن التاريخ. ومن الماضي. والحاضر. ومن المصالحة. ومن اليسار. واليمين. و مؤكدة على مجاراة تلك الشلة له. بابتسامتهم الدائمة في صور المصالحة. والتي تخفي ضحكة مكتومة. لا يستطيع أحد منهم إخفاءها. وهي التي تفضحهم وتجعل اليمين واليسير والوسط يقعون على أقفيتهم من الضحك وهم يتابعون أخبار مصالحة ادريس لشكر المبنية على سياسة زيارة المرضى وحضور الجنازات ومن حسن حظهم أن نوبير الأموي كان في فترة نقاهة وكان مريضا ولولا ذلك لما تمكنوا من الدخول ولوقعت الحرب بين لشكر والأموي ولاشتبك غيفارا مع حنان رحاب وبديعة الراضي ولفر مهدي مزواري وعبد الحميد الجماهري إلى المحمدية تتبعها فتيحة سداس ولهرّب حسن نجمي الحبيب المالكي إلى مكان آمن قبل أن يتلطخ قميصه الأبيض. وتقع الكارثة. وتتضرر أناقة الرجل الثاني في الحزب.