سوف تحفر. وتحفر. وتحفر عميقا. بحثا عن الكنز. حتى تنهد. وفي النهاية لن تجد سوى الحنكليس. و سوف تغطس بحثا عن اللؤلؤ. ولن تصطاد إلا الحنكليس. الحياة هكذا. الحياة حنكليس. الحياة ليست كما تريدها. الحياة ليست كما تتوقعها. الحياة ملأى بالحنكليس. ومهما تذاكيت فلن تنال إلا الحنكليس. وليس كل ما ترغب فيه بإمكانك أن تحصل عليه. ولا يكفي أن تحلم بالشيء حتى تحققه في الصباح. وكم من مشروع سمعنا عنه. وكم من مخطط. وكم من مبادرة. وكم من وعود. وكم من آمال تحولت في المحصلة النهائية إلى حنكليس. وقد تفكر في كتابة رواية ناجحة. ثم يأتي القارىء ويقول لك ما هذا الحنكليس. وقد تظن أنك كتبت أجمل القصائد. ولما تقرؤها. تصدمك. ولا تفهم. كيف تجرأت وأبدعت مثل هذا الحنكليس. وقد تخرج فيلما. وقد تمثل دورا. فيحكم عليك المتفرج ويقول عن فيلمك: "هذا ما فيلم ما حنكليس". وقد يتعجب: ما هذا الحنكليس. وقد يشتمك شخص عديم التريية قائلا رأسك مثل الحنكليس. وفي كل مكان ليس هناك إلا الحنكيلس. والوقت حنكليس. كل شيء. كل شيء حنكليس. ولا جديد تحت الشمس. ولا شيء في الأرض. باطل. كل شيء باطل. وحنكليس. وتطالب بالعدالة وبالمساواة ولن تقبض إلا على الحنكليس. وتحلم بالثروة ولن تحصل إلا على الحنكليس. وكل العقائد. وكل الآمال الكبرى. وكل الأفكار. وكل اليوتوبيات انتهت حنكليسا. وما هي الاشتراكية اليوم: حنكليس. والإسلام هو الحل: حنكليس. والقومية: حنكليس. والتقدم. والإصلاح. والثورة. والاعتدال. حنكليس في حنكليس. والكرة الأرضية. والعالم كله حنكليس. والأمثلة كثيرة ولا حصر لها. وقد تدخل متحمسا إلى مباراة في كرة القدم. لتجد أن أداءك فيها كان حنكليسا. وهناك مقابلات حنكليسية من دقيقتها الأولى. والغناء في الوقت الحالي كله حنكليس. وقد تتحمس إلى الزواج. وبعد مدة تكتشف أن الزواج حنكليس. وقد تتحمس إلى العزوبية. ومع الوقت تتأكد أنها بدورها حنكليس. وأن تنجب الأولاد. فتستنتج أنهم حنكليس. وأن لا تنجبهم حنكليس. وأن توجد حنكليس. وألا توجد حنكليس. والمرأة حنكليس. والرجل حنكليس. والعدم حنكليس. وضد العدم حنكليس. و تربي قطا في شقتك. ولا يمر وقت. حتى تقول ما هذا الحنكليس. كل شيء. كل شيء حنكليس. وقد تهاجر. وقد تبقى في مكانك. لا فرق أبدا. كل الاختيارات حنكليس. وهناك صباح حنكليسي. وهناك أسبوع من نفس النوع. وهناك نوم حنكليس. وهناك استيقاظ حنكليس. بدوار في الرأس. وبألم فظيع. وهناك أصدقاء حنكليسيون يستحسن تجنبهم. وهناك 2020. سنة الحنكليس بامتياز. وهناك من عمره كله حنكليس. ثم ما هذه الكورونا التي ترفض الانسحاب أليست حنكليسا. ومهما كانت نيتك صادقة. ومهما اجتهدت. ومهما ضحيت. ومهما تعبت. ومهما تعرقت. ومهما اشتغلت. فإنك لن تقبض في آخر المطاف إلا على الحنكليس. وفي السياسة. وفي كل المجالات. والحب حنكليس. والسعادة حنكليس. والرغبة حنكليس. والموت حنكليس. فما بالك بالحياة. وليس الرسم وحده. وليس الأدب. وليس المستقبل. بل كل شيء ينتهي إلى حنكليس. ولا شيء كما تتمناه. ولا شيء كما تشتهيه. والديمقراطية. والانتقال الديمقراطي. والمسلسل الديمقراطي. أين هي هذه الكلمات الآن. حنكليس. حنكليس. والكتلة الديمقراطية. وتحالف اليسار. والمشروع الحداثي. حنكليس. حنكليس. والأحزاب المغربية. أين هي الأحزاب المغربية: حنكليس. حنكليس. وتكون الفكرة جميلة في البداية. وتكون الأحلام كبيرة. وكلكم تعرفون حلم الذين كانوا خلف فكرة تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. كانوا يحلمون بحزب ديمقراطي اجتماعي. وبيسار إصلاحي. وبتجمع لكل الحداثيين المغاربية. والنتيجة. ما هي النتيجة. حنكليس. حنكليس. حنكليس. النتيجة هي عبد اللطيف وهبي. لأن الفكرة في الرأس. ليست هي تلك المتحققة. والنظرية ليست هي تطبيقها. والثورات. كل الثورات. يأكل أبناؤها الحنكليس. وماركس ليس هو الماركسية. الماركسية حنكليس. الماركسية هي عقود من الجرائم ومن الظلم ومن القهر ومن غياب الحرية. ومن تغييب الفرد. والصانع ليس هو مصنوعه. وما على الواحد إلا أن يكون على وعي بذلك. وألا يتفاجأ. وألا يندهش. فليس كل ما تتمناه تحصل عليه والنتيجة ليست دائما كما كنت تتوقعها وما عليك إلا أن تضع نصب عينيك أن كل شيء حنكليس ثم تواصل الحياة مدعيا أمام الناس أنك تجهل هذه الحقيقة.