لا حديث هذه الأيام بخنيفرة إلا عن مسؤول محلي يشتبه في أنه قام بابتزاز صاحب مطعم و تهديده بإغلاق محله إن لم يتنازل عن مبلغ مالي مهم تدين له به جمعية محسوبة على العمالة. و حسب الرواية التي يصعب التحقق منها، فإن صاحب المطعم كان قد حظي بصفقة لإطعام ضيوف و مشاركين في نشاط فني و ثقافي دأبت الجمعية المذكورة على تنظيمه مؤخرا بالإقليم، قبل إن يجد نفسه بعد مرور مدة على انقضاء النشاط في مواجهة مسلسل تسويف من مكتب الجمعية الذي رفض تأدية ما في ذمته لفائدة المطعم بدعوى معاناته من ضائقة مالية ناتجة عن عدم التزام الشركاء بالتزاماتهم. و حسب ذات الرواية، التي إن صحت فإنها قد تدل على عودة عقارب الزمان بخنيفرة إلى سنوات الرصاص، فإن صاحب المطعم و بعدما استبد به اليأس، تأبط فواتيره، التي قاربت الخمسة عشر مليون سنتيم، و توجه بها نحو المسؤولين المحليين المعنيين بتنظيم النشاط للمطالبة بمستحقاته، فكان أن رد عليه بعضهم بأن ينتظر حتى تنفرج الازمة المالية بالجمعية، فيما رد البعض الآخر بالقول أن الامر ليس بيده… و بين هذا الرد و ذاك كانت الصدمة التي تلقاها من المسؤول المتهم ” اللي خرج ليها نيشان” و خيّره بين التنازل عن مستحقاته أو إغلاق محله، يؤكد ذات المصدر. و لكن عوض أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بمستحقاته المالية و التصدي للتهديد الذي طاله، اختار صاحب المطعم دفن رأسه في الرمال و عدم مواجهة المسؤول الذي يعد من الزبناء الأوفياء و الدائمي التردد على مطعمه، مفضلا البحث عن طرق ودية لحل مشكلة الفواتير لتجنب قطع الحبل السري الذي يجمعه بالإدارات العمومية عملا بمبدأ “اللي بغاها كلها كايخليها كلها”. فهل كان الأمر يتعلق بزلة لسان أم نمط في التفكير يتميز به المسؤول المذكور؟ أم أن الأمر برمته مجرد إشاعة تندرج ضمن الحرب الدائرة، مؤخرا، بين الجهات النافذة بخنيفرة؟ بالنسبة للذين عرفوا المسؤول المتهم و تعاملوا معه فإنهم يجمعون على ان الامر، إن صحَّ، سيكون أكبر من مجرد سهو أو خطأ في التعبير، لأن المعني بالأمر هكذا يفكر و هكذا يشتغل، بدليل اسلوب القبضة الحديدة الذي ينهجه في تسيير دواليب الادارة و المجتمع المدني بخنيفرة، و الذي يعد بمثابة الADNالخاص به. بالمقابل استبعد مصدر رسمي، رفض الكشف عن هويته، أن تكون هذه الرواية صحيحة مشددا على أن الازمة المالية التي ترخي بظلالها على الجمعية المعنية قد تكون خلقت حالة من الالتباس و سوء الفهم بين المسؤول و صاحب المطعم، و هو ما قد يكون استغله بعض من ذوي النيات السيئة، يضيف ذات المتحدث، من أجل الإساءة إلى المسؤول و الجمعية على حد سواء.