شهدت داخلية ثانوية فاطمة الزهراء بخنيفرة انتفاضة احتجاجية قام بها عدد كبير من نزيلاتها بسبب هزالة الوجبات الغذائية التي وصفتها بعض المحتجات ب «تغذية الحبس»، حيث أخذت ظروفهن تسوء أمام ملامح «اختفاء» اللحوم وغيرها من المواد الأساسية، وبقدر ما أعرب الكثيرون عن امتعاضهم حيال هذا الوضع الذي يهدد بخراب مبدأ تشجيع التمدرس ومجال الدعم الاجتماعي، لم يفتهم التعبير عن تأسفهم إزاء إقدام مسؤولي المؤسسة على «طرد» عدد من المحتجات مع رفض عودتهن إلا برفقة أولياء أمورهن، وبينهن فتيات قرويات اخترن قضاء يومهن ببيوت أقارب لهن بالمدينة، قبل القبول بإعادتهن إلى مراقدهن. وليس من المستبعد أن تنتقل شرارة الاحتجاجات إلى باقي المؤسسات بالإقليم. وفي هذا الصدد، يشار إلى أن معاناة الداخليات ودور الطالب والطالبة والمطاعم المدرسية بخنيفرة باتت تتعمق بشكل خطير، بدءا من تأخر تسوية الديون والمتأخرات الخاصة بالمزودين والممونين، ما كان طبيعيا أن يخلق ظروفا غير ملائمة، زادها تأخر اعتمادات غاز البوطان وانعكاس ذلك على مهام الطبخ وغيره، إضافة إلى اعتمادات الصيانة المتعلقة بالصنابير والمصابيح والتنظيف، فضلا عن اعتمادات الاستحمام التي ساهم تأخرها في تهديد النزلاء والنزيلات بالأوساخ والأمراض. وكم يزداد أفق الوضع قتامة أمام التماطل الممنهج في صرف مستحقات العاملين والعاملات في المطاعم والداخليات المكلفين بمهام التخبيز والطبخ، إضافة إلى تأخر صرف التعويضات العينية لهيئة الاقتصاد عن عام 2013 وما يليه، هذا في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن المجهودات المالية التي تقدمها الدولة لقطاع التربية الوطنية بالنسبة للدعم الاجتماعي، لما له من دور أساسي في تشجيع التمدرس والاحتفاظ بالمتمدرسين والحد من الهدر المدرسي. والمؤكد أن تتضاعف المعاناة في تنفيذ الممونين والمزودين وأصحاب الحمامات لتوعدهم بالتوقف عن التعامل مع قطاع التعليم، شأنهم شأن الكتبيين المنخرطين في المبادرة الملكية «مليون محفظة» الذين نزلوا، خلال الأسبوع المنصرم، إلى الرباط، استجابة لدعوة «التنسيقية الوطنية لكتبيي جهات المغرب»، للاحتجاج أمام وزارة التربية الوطنية، ضد تأخر مستحقاتهم المالية حتى أنهم أصبحوا مهددين بالإفلاس والسجن. ومن جهة أخرى، يصعب غض الطرف عن حراس أمن المؤسسات التعليمية بخنيفرة أيضا، هؤلاء الذين ارتقوا بمعاركهم من الوقفات الاحتجاجية إلى الدخول في إضراب عن العمل لمدة يومين متتابعين، بسبب الحالة المزرية التي أضحوا يتخبطون فيها جراء دوامة التماطل واللامبالاة الممنهجة في حقهم من خلال حرمانهم من مستحقاتهم المالية لعدة أشهر، ولا غرابة في تشاؤم الجميع كلما تم الوقوف على حالة مديرية التعليم نفسها التي تعيش، بين الفينة والأخرى، تحت الظلام بدعوى الأزمة المالية.