لم يقتنع جمهور الوداد البيضاوي بالمبررات التي ساقها رئيس النادي سعيد الناصيري لتقوية موقفه بشأن قرار الانفصال عن المدرب الصربي زوران مانولوفتيش. وردت على ما جاء على لسانه خلال ندوة صحافية عقدت، أمس الاثنين، بمركب بنجلون، لتقديم المدير الرياضي الجديد للفريق الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي، والتي كشف خلالها أن اتخاذه هذه الخطوة راجع إلى “سوء النتائج”، (ردت) بلغة الأرقام عبر استعراض الحصيلة المحققة من قبل المدرب الصربي في الفترة القصيرة له داخل القلعة الحمراء. وترى جماهير النادي، وفق ما رصدته “كود” من تدوينات وتعليقات نشرت حول الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الحصيلة محترمة، مشيرة إلى أن زوران تحمل “أخطاء الرئيس االتسييرية” لوحده في موقف اعتبرت أنه يظهر مدى “سمو خلق واحترافية” هذا الإطار الأجنبي الذي تحسرت كثيرا على رحيله. ومنذ قدومه في يوليوز الماضي خاض المدرب الصربي 22 مباراة حقق الفوز في 11 منها وتعادل في 8 وهزم في ثلاثة. ورغم الإكراهات التي واجهها زوران، منها “فقر” التركيبة البشرية الموضوعة رهن إشارته للمنافسة على 4 واجهات وملاحقة الإصابات أبرز الأسماء فيها وتآمر آخرين منهم في عدة محطات مهمة عليه، إلا أنه ترك النادي على بعد 3 نقاط للعبور إلى ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، كما قاده إلى احتلال المركز الثاني في البطولة بعدما نجح في حصد 23 نقطة من 11 مباراة لعبها النادي حتى الآن في البطولة الوطنية. حصيلة كان المتتبع الرياضي ينتظر أن تشفع لزوران، رغم أن سجلها لم يخلو من صفحات غير مشرقة كالإقصاء من مسابقة كأس العرش أمام الجيش الملكي والخروج من كأس العرب على يد الغريم بريمونتادا تاريخية، بمساندة المكتب المسير، خاصة أن الجمهور سهل عليه الأمر باستمراره في دعم المدرب الصربي، غير أن العكس هو الذي حدث. وهذا السيناريو كان متوقعا. فخليفة البنزرتي ومهما حقق من نتائج إيجابية كان يعرف بأن أبواب القلعة الحمراء مفتوحة في وجه منذ مدة في انتظار عبوره إلى خارجها أو سيجري دفعه إلى ذلك. وهو ما فطن إليه منذ فترة بعدما بدأت تظهر معالم خطة الإطاحة بزوران على رقعة الملعب، قبل أن يكتب الناصيري السطر الأخير فيها، أمس الاثنين، بالانفصال عنه بالتراضي، في سيناريو هضم من قبل جماهير الفريق لتكراره كل سنة بشكل جعل منسوب الغضب يرتفع وسطهم منذرا باصطدام مرتقب بينهم وبين رئيس المكتب المسير. اصطدام يبدو أن ساعته اقتربت بعدما بدأ تفكير “بوحمرون” في نقل انتقادات الموجهة إلى الناصري على تسيير النادي بمنطق الضيعة من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى العالم الواقعي.. فهل يحقق الناصيري مطالب الجماهير أم أنها ستطوي صفحته بعد كتابة آخر سطر فيها؟ سؤال ستظهر الإجابة عنه في نهاية الموسم.. وهو موعد ليس ببعيد.