وانا اتجول في صفحتي على الفايسبوك تصادفت مع مقال منشور على صفحة كود، المقال كان حول اردوغان، نزلت نقرا التعليقات وتصدمت من هول الكارثة، عشرات التعليقات تطالب بالانسحاب من صحفة كود فقط لانها لم تقل سوى الحقيقة عن هذا الرئيس العادي الذي له ما له وعليه ما عليه، تعليقات غاضبة وكأن كود تجرات على مقدس من المقدسات الاسلامية، تعليقات يتضح منها ان الاعلام في المنطقة نجح في صنع خليفة بعيد عنا بالالاف الكيلومترات، وكل من تجرا على انتقاده فهو كافر ويستحق الرجم لو امكنهم ذلك…. اردوغان الذي يقدسه هؤلاء يتعامل مع اسرائيل وله سفارة هناك وكانت له قنصلية بالقدس قبل ان تعلن اسرائيل القدس عاصمة للدولتها، وله علاقات كبيرة مع اسرائيل في مختلف المجالات، ولو تجرأ المغرب على اقامة نفس هذه العلاقات سيخرج لنا اتباع اردوغان للمزايدة والسب والاحتجاج. اردوغان الذي قبل ايام باع احد اتباع الاخوان الى السيسي وسلمه بطريقة مهينة ولا انسانية لاعدامه في مصر، وسيسلم اخرين في الايام القادمة، اردوغان الذي بعد ان استغل ملف اللاجئين السوريين، قام بقتلهم على الحدود ومنعهم من الدخول الى بلاده، ومن بين القتلى مائات الاطفال والنساء… اردوغان الذي بعد ان خرب سوريا وادخل اليها مختلف الدواعش الى هناك وبيعت المعامل السورية في ارضه واستفاد من السوق السوداء التي خلقتها داعش هناك ، تخلى عن المعارضة هناك واصبح ينسق مع بوتين وبشار وايران للقصف المعارضة في ادلب والتي كانت حليفة له بالامس… اردوغان الذي قام بطرد عشرات الالاف من وظائفهم فقط بداعي انهم ينتمون الى جماعة اسلامية، وقامة باعتقال الالاف من معلمين وصحفيين وفي مختلف المناصب بداعي تطهير الدولة، ولو كان نفس الشيء وقع في المغرب مع جماعة اسلامية محضورة لخرج الينا اخوان اردوغان للتباكي وادعاء ان نظام هذا البلد ظالم وغير ديمقراطي… بعد جرد كل هذه الكوارث والمساوئ التي قام بها اردوغان، لا يجد اتباع الخليفة وضحايا مسلسل سامحيني ووادي الذئاب، اي حرج في التعصب والدفاع عن رئيس قومي تركي يدافع عن مصالح بلاده ولو كانت على حساب معاناة شعوب اخرى… اجدادنا المغاربة الاقحاح قاوموا الغزو العثماني التركي حتى لا يصل الى بلادنا، واليوم ضحايا الاعلام يهاجمون بلا حيا بلا حشمة كل من تجرا على انتقاد رئيس دولة اخرى، ولو كان الموضوع مرتبطا بنظامنا وبلدنا لما وجدتهم يتعصبون بهذه الطريقة….