قد يتساءل المرء عمن هي يا ترى الأنظمة التي يقول عنها إلياس أنه سبق له أن قلبها، أم أن الرفيق إلياس يتخيل أن الجماعات المحلية التي قيل أنه أطاح برؤسائها أو الأحزاب التي اتهم من طرف مناضليها أنه ساهم في اسقاط أمنائها يعتبرها بمثابة أنظمة ودولاً. تهديداته وتوعداته السابقة بسبب البام ومن “ستتولى أمره”، ورسائله المشفرة لمن يهمهم الأمر كانت فقط على المستوى الوطني لكن عندما أصبحت إقليمية ودولية كما اعترف إلياس العمري نفسه أمام شباب حزبه أمس بمقر البام بالرباط كما نشرت ذلك جريدة أدار فإن ذلك سيكون له ما بعدة. إذا كان إلياس قد قال فعلاً ما قاله، أي أنه (سبق له أن قلب أنظمة في عدة دولٍ في العالم)، فيجب عليه أن يعي أن بالمغرب تمثيليات دبلوماسية توثق لكل صغيرة وكبيرة وتأخذ تصريحات المسؤولين المغاربة على محمل الجد، خصوصا أن إلياس كان يتكلم بصفته أميناً عاما لحزب سياسي من طينة حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الثاني بالمغرب، والذي لطالما وصف بأنه مقرب من القصر. إن هذا الإعتراف سيجر على الدولة وليس إلياس عدة متاعب وقد يدخلها في متاهات لا مخرج لها منها، والتي هي في غنى عنها خصوصا وأن المغرب يعاني في الظرفية الراهنة من تحرشات ومؤامرات كثيرة وخطيرة عليه منها الظاهرة ومنها الخفية.