مايزال خبر مقاطعة رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران لأشغال الدورة الثانية لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ الذي انعقد ايام 18 و19 يوليوز الجاري بطنجة، يثير العديد من التساؤلات والتي لم يجد لها المتتبعون أجوبة شافية ومقنعة بعد.. ففي محاولة لتغليط الرأي العام، عبر رئيس الحكومة، في تصريح تناقلته إحدى الصحف اليوم الأربعاء، عن حقه في الاعتذار عن حضور لقاء طنجة، مع العلم أن هذا اللقاء المهم عرف توجيه رسالة ملكية سامية إلى المشاركين فيه، وشهد حضورا ساميا للأمير مولاي رشيد، هذا زيادة على ان مشكل المناخ هو موضوع الساعة في ظل استعداد المغرب لاحتضان مؤتمر القمة، التي تعد أهم حدث عالمي سينظمه المغرب خلال نونبر المقبل..
غياب بنكيران، باعتباره رئيسا للحكومة، لا يمكن تبريره بما تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام كون رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة الياس العمري هو من هيأ وحضر لقاء ميدكوب للمناخ، ويعد غريما وخصما كبيرا لحزب العدالة والتنمية وبالتالي فإن غياب زعيم حزب المصباح عن لقاء طنجة يدخل في إطار الصراعات الحزبية بين "البام" و"البيجيدي"، إلا ان المتتبع للشأن المغربي سيلاحظ أن السيد رئيس الحكومة سبق له أن حضر إلى جانب اليأس العمري في أنشطة ولقاءات عديدة. بل الغريب أن بنكيران وقبيل الإنتخابات الجماعية التقى الياس العمري في حفل نظمه موقع إلكتروني وسلما على بعضهما البعض وتحدثا بكل لطف وتلقائية، وبالتالي فإن الدفع بأن الحرج سيكون انتخابيا مرفوض، ثم ان رئيس الحكومة لا يجب ان يركن إلى أهوائه ونزواته الخاصة في تقديره وتدبيره للشأن العام، فهو ملزم بحضور الأحداث الكبرى في حجم لقاء طنجة، التي يستقبلها وينظمها المغرب، لانها تتعلق بالوطن وليس بالياس او حزب الياس او حزب رئيس الحكومة..
وفي هذا الاطار، ألا تثير "مقاطعة" رئيس الحكومة لهذه الدورة خرقا للبروتوكول وللأعراف؟؟ ألا يطرح غيابه أو تغيّبه أكثر من تساؤل، خصوصا إذا كان العذر هو إلياس العمري.. مع العلم أن ابن كيران سبق له حضور نشاط لا يرقى إلى مستوى لقاء طنجة والتقى فيه إلياس العمري وتبادلا التحية والقفشات والضحك، أم أن هذه المقاطعة تخفي خلفيات أخرى تعتبر في جميع الأحوال سابقة في البروتوكول الرسمي؟؟
ابن كيران سبق له حضور نشاط لا يرقى إلى مستوى لقاء طنجة والتقى فيه إلياس العمري وتبادلا التحية والقفشات والضحك