بكثير من الاستغراب ، لاحظ المتتبعون للقاء الافتتاحي لأشغال المؤتمر المتوسطي للمناخ المنعقد أمس الاثنين بمدينة طنجة ، غياب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن هذا الحدث البارز ، و الذي عهدت فيه قراءة الرسالة الملكية إلى إلياس العماري ، باعتباره رئيسا جهة طنجةتطوانالحسيمة المحتضنة للمؤتمر . غياب بنكيران أو الرجل الثاني في هرم السلطة بالمغرب عن مؤتمر طنجة ، ينضاف إلى غيابه الأول عن أشغال قمة الاتحاد الإفريقي التي احتضنتها مؤخرا دولة رواندا، حيث ناب عنه رئيس البرلمان السيد رشيد الطالبي العلمي في قراءة رسالة الملك محمد السادس الموجهة للزعماء الأفارقة ، الأمر الذي عزز حالة الشكوك ، و فتح شهية المتتبعين للشأن السياسي من اجل طرح علامات استفهام عريضة بخصوص الاسباب الحقيقية التي اضطرت بنكيران للغياب عن هذين الحدثين البارزين . ففي الوقت الذي شدد فيه مهتمون بالحقل السياسي على ضرورة حضور بنكيران باعتباره رئيسا للحكومة المغربية ، ذهبت اجتهاد البعض إلى تفسير الأمر بغضبة ملكية طالت زعيم الحزب الحاكم ، بسبب تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها المحيط الملكي بعرقلة المسار الديمقراطي، والتأسيس لدولة التحكم ، خاصة انه كان على علم تام بأن خصمه أو بالأحرى زعيم حزب " التحكم " على حد وصف بنكيران هو من سيتولى تلاوة نص الرسالة الملكية الموجهة لعموم الحضرين في هذا المؤتمر ، و في حضوره تطبيع و خنوع لسلطة " التحكم " التي تحدث عنها سالفا .