إيه يا مخزن. إيه يا سلطة مغربية. لقد تراجعت كثيرا. ونزل مستواك إلى الحضيض. وصار خصمك هو حميد شباط. وبعد عقود من الصراع مع معارضين متألقين نزلت الآن إلى القاع. صدقني. كنت أحترمك أيها المخزن. وأحترم ذكاءك وحيلك وخططك المدروسة بعناية. كنت أقول هذا المخزن داهية. هذا المخزن عفريت. هذا المخزن قوي. أقول ذلك. وأنا أرى الاختبارات التي مررت منها. والأشخاص الذين واجهوك. والأحزاب التي عارضتك. وفي كل مرة كنت تخرجا منتصرا. وفي كل مرة تضم من يعارضك إليك. أو تدفعهم إلى الانسحاب. وهم من هم. وفي كل مرة تزيد طوبة في هذا البناء العجيب الذي صنعته خلال قرون. ألا تلاحظ أنك تغيرت أيها المخزن. وصرت صغيرا. وتواجه أبناءك. وتلعب كأي مبتدىء. وتخطىء. وتتراجع. ثم تعود. وتتلخبط. كما لو أنك لست أنت أيها المخزن. جرب أن تنظر إلى صورتك في المرآة. جرب أن تقوم بجرد لخصومك في الوقت الحالي. وهل يرضيك أن يعارضك حميد شباط. هل تقبل وأنت في هذا العمر أن تتعرض إلى مثل هذه الإهانة. وتلعب في الدرجة الثالثة. وكما تكون يا مخزن يكون خصمك. إنها سبة في حقك. وبعد كل هذا الماضي المجيد والحروب مع الأقوياء ومع حملة الأفكار التي تهدد بنيتك. وبعد أن هزمتنا جميعا. واستسلمنا لك صاغرين. يأتي عليك وقت يهاجمك فيه هذا الرجل. ويتهمك. ويتفوق عليك أخلاقيا. إيه يا مخزن. إيه على غدر الزمان. ومتأكد أنك ستنتصر عليه. لا شك عندي في أنك ستهزمه وسينسحب. وإن لم يكن اليوم فغدا. لكن صراحة. قل لي صراحة يا مخزن. هل تعتبر هذا انتصارا. وهل ستفرح. وهل ستحتفل. لقد نزل مستواك يا صديقي. أيها القوي. أيها الذي لا يعرف. أيها اللغز. وفي آخر أيامك صرت تلعب مع حميد شباط وهو لا يتردد في إحراجك. رغم فضلك السابق عليه. ويتهمك بالاسم أترضى هذا لنفسك أترضاه لأبنائك كما لو أن سمعتك لم تعد تعنيك. كأن جراب الحيل والألاعيب والفخاخ الذي تتوفر عليه أصبح فارغا كأنك في ورطة ولم تعد تحسبها جيدا حشومة حشومة يا مخزن لقد خذلتنا خذلت جميع من كان يحترمك شباط يا مخزن شباط المسلي شباط الذي فعل كل الحماقات من أجلك شباط الذي جنن السياسة في المغرب وتفهها تتنازل وتمنحه فرصة أن يخوض مواجهة ضدك ويتحداك ويتعبك عيب عيب عيب يا مخزن هذا لا يليق بك. وبتاريخك. هذا يجعلنا نغير نظرتنا إليك.